في اليوم العالمي للبريد.. «البردي والأحجار والفخار» طرق الرسائل المصرية القديمة
يرجع تاريخ أول ما وصل إلينا من الرسائل التي كان يتبادلها أفراد الشعب المصري القديم وتُصدرها أو تتلقاها المصالح الحكومية في داخل البلاد أو خارجها إلي الدولة القديمة، وتزايدت خلال الدولة الوسطى وتعاظمت خلال الدولة الحديثة، واتسمت أن لكل عصر أسلوبا منفرداً وذوقاً خاصاً..
الرسائل في مصر القديمة
واتخذت الرسائل العديد من المصطلحات في الكتابة المصرية القديمة منها "مجات" ، "با هاب" ، "سش" ، "شعت" ولُقبَ الكاتب المسؤول عن مثل هذه الأنواع باسم (سش شعت) بمعني كاتب المراسلات، وكانت الرسائل تُكتب على ورق البردي والأحجار وكسرات الفخار وألواح الخشب، وتنوعت الرسائل من حيث الموضوع ما بين شخصية وإدارية وشكاوى أو إيصالات.
العثور على رسائل العمارنة
وأشار متحف شرم الشيخ على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) إلى أنه جرى العثور على رسائل العمارنة في (مكان رسائل الملك) بمدينة تل العمارنة بمحافظة المنيا وعليها نصوص مدونة بالكتابة المسمارية واللغة الأكدية وهي رسائل كانت تتبادلها ملوك مصر من الأسرة ١٨ (أمنحتب الثالث ،أمنحتب الرابع ،توت عنخ آمون) مع ملوك كبري ممالك الشرق القديم (ميتاني،خيتي،بابل) وملوك آشور وسورية ولبنان وفلسطين والأردن خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
9 أكتوبر اليوم العالمي للبريد
يشار إلى أنه يُحتفل باليوم العالمي للبريد سنويًا في ٩ أكتوبر من كل عام. وأُعلن عن تاريخ الاحتفال في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عُقد في طوكيو عام ١٩٦٩م، وبدأت بعدها العديد من الدول تستخدم المناسبة لعرض وترويج المنتجات والخدمات البريدية الجديدة. يأتي شعار اليوم لعام ٢٠٢٢م هو "البريد في خدمة كوكبنا".
النيل وسيلة المواصلات قديما
عرف المصريون القدماء النظام البريدي، وأغلب الظن أنهم استخدموا في نقل البريد سعاة القدم، حيث كانوا يستخدمون النيل كوسيلة للمواصلات، ويسلكون إلى الخارج الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش، وتعتبر أول وثيقة جاء بها ذكر للبريد في مصر القديمة ترجع إلى الأسرة ١٢، وهي وصية كاتب لولده يتحدث فيها عن صعوبة المهن الأخرى غير الكتابة.
وذكر مهنة ساعي البريد قائلاً أنه "يحمل أثقالاً فادحة، ويكتب وصيته قبل أن ينطلق في مهمته توقعًا لما قد يصيبه من الوحوش والأسيويين"، كما أثبتت لنا رسائل تل العمارنة الدبلوماسية خلال عهد الملك أمنحتب الثالث والرابع أن ملوك مصر كانوا يرسلوا سعاة البريد إلى دول الشرق القديم حيث كان هؤلاء السعاة يتقنون لغة البلاد التي يحملون إليها الرسائل.
أما الرسائل الداخلية فكان لها بريد منظم وكان لها سعاه يعرفون بالأمانة، وفي العصر البطلمي تطور نظام البريد وأصبح سريعًا منتظمًا للمراسلات الخارجية وله مكاتب بريد منتشرة على طول الطريق بين المدن، واستخدم فيه السعاة الخيول، وفي العصر الروماني استخدموا المركبات لنقل البريد وأعدوا حظائر للخيول ومحطات راحة على طول الطرق لاستبدال الخيول والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة.
إنشاء أول ديوان للبريد
أما في العصر الإسلامي فقد أنشأ أول ديوان للبريد في عهد الخليفة معاوية، كما استخدم الحمام الزاجل في عهد الملك أحمد بن طولون، واستخدمه الفاطميون أيضًا وأعدوا له ديوانًا بأنساب الحمام، وأنشأ له الملك الظاهر بيبرس أبراج كانت بقلعة الجبل وعلى طول طرق البريد، ثم تطور البريد في عهد محمد على باشا، حيث أعد المحطات ونظمها بين العاصمة وأهم مراكز القطر وجعل القاهرة المركز الرئيسي للمراسلات، وأصلح الطرق لسعاة البريد، واستخدم الأساطيل والجيوش والسفن لمعرفة أخبار حملاته الحربية.
اقرأ أيضًا..