بالفيديو.. «هير نيوز» في «بيت الرعب والأشباح» منزل ريا وسكينة بالإسكندرية
الأحد 09/أكتوبر/2022 - 11:33 م
تامر طه
تعد قصة ريا وسكينة من أشهر قصص القتل في حياة السكندريين، ويتبقى منزل واحد فقط من ثلاثة منازل كانتا يمتلكانها بالإسكندرية ويرتكبا فيه جرائمهما، ويقع هذا المنزل في منطقة اللبان، وهو مغلق منذ 45 عامًا تقريبا.
وحرص «هير نيوز» على زيارة منزل ريا وسكينة وتسجيل ما به لإعادة هذه المشاهد إلى الأذهان..
ريا وسكينة علي همام شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين في مصر، حيث اشتهرتا بتكوين عصابة لاستدراج النساء وقتلهن من أجل السرقة في الفترة ما بين ديسمبر 1919 ونوفمبر 1920 ما تسبب في خلق حالة من الذعر في مدينة الإسكندرية في ذلك الوقت.
في بداية حياتهما نزحت ريا وسكينة برفقة والدتهما وشقيقهما الأكبر (أبو العلا) من صعيد مصر إلى مركز كفر الزيات ومن ثم إلى مدينة الإسكندرية واستقروا بها في بدايات القرن العشرين حيث بدأوا في الأعمال غير المشروعة مثل تسهيل تعاطي المخدرات والخمور عن طريق إنشاء محال سرية لتلك الممارسات، والقوادة وتسهيل الدعارة السرية، إلى أن انتهى بهم المطاف باستدراج النساء وقتلهن بهدف الاستيلاء على مصوغاتهن الذهبية بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة، والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.
.
وحكمت المحكمة على كلُّ من: ريا وسكينة علي همام، وحسب الله سعيد مرعي، ومحمد عبد العال، وعرابي حسان وعبد الرازق يوسف بالإعدام شنقًا، وعلى علي محمد نصر - الصائغ - بالحبس لمدة خمس سنوات، بينما حكمت المحكمة ببراءة كلٌّ من: سلامة محمد خضر الشهير بسلامة الكبت، وأمينة بنت منصور الشهيرة بأم أحمد الُنص، ومحمد علي القادوسي الشهير بالنُص.
وتساءل الجميع، هل سيصدر القضاء حكمه بإعدام سيدتين لأول مرة، نظراً لكون ذلك غريباً على المجتمع المصري وقتها، إلا أن النيابة استطاعت في مرافعتها إقناع المحكمة، حيث كانت القضايا السابقة الخاصة بجرائم ترتكبها نساء دائماً ما يكون فيها مبرر أو دافع لارتكاب الجريمة مثل الأخذ بالثأر أو الغيرة أو غسل العار أو الانتقام أو حتى السرقة ولذلك كان يتم الرأفة بهن.
إلا أن قضية ريا وسكينة تكاد تخلو من أي مبرر للرأفة، فهذه المرة كانت الجريمة أشد قسوة واتسمت بغلظة القلب حيث يرتكبون جرائمهم في نفس مكان مبيتهم ويأكلون ويشربون وينامون فوق مكان دفن الضحايا دون اهتمام، كذلك اعتمدوا على قتل النساء وسرقتهن كمصدر للمال بلا رحمة ولا شفقة، وأيّد طلب النيابة أحد المحامين عن المدعين بالحق المدني بشأن إعدام ريا وسكينة، وقال إن عدم صدور أحكام بالإعدام ضد النساء فيما عدا حكما واحدا صدر في بداية إنشاء المحاكم الأهلية عام 1883 أدى إلى تشجيع النساء على ارتكاب جرائم القتل.
وفي يوم الأربعاء الموافق 21 ديسمبر 1921 بدأ أعضاء هيئة تنفيذ حكم الإعدام يتوافدون على سجن الحضرة بمدينة الإسكندرية، وكان تشكيل الهيئة استثنائيًا، فلم يقتصر على سلطات السجن المحلية، بل ضم محمد حداية باشا محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، ومدير أمن الإسكندرية. وفي الساعة السابعة والنصف صباحًا اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الإعدام، وجاء حراس السجن بـ ريّا.
وكتب مندوب صحيفة الأهرام فيما بعد أنها كانت ترتدي ملابس الإعدام الحمراء وعلى رأسها طاقية بيضاء، تسير بأقدام ثابتة، إلا أنها كانت ممتقعة اللون، خائرة القوى، وقد استمعت بصمت إلى حكم الإعدام الذي تلاه عليها مأمور السجن، ثم أُدخلت إلى غرفة الإعدام ثم اقتيدت سكينة إلى غرفة تنفيذ الإعدام وكتب مندوب صحيفة الأهرام أنها أكثرت من الحركة والكلام بينما كان مأمور السجن يقرأ عليها نص الحكم، وكانت تتمتم بعبارات تعلق بها على ما تسمعه، وأضاف أنها كانت عند التنفيذ جريئة ورابطة الجأش وتم تنفيذ حكم الإعدام.
اقرأ أيضًا..