الأحد 29 سبتمبر 2024 الموافق 26 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

غزالة الشيبانية.. المرأة التي هزمت الحجاج الثقفي وهرب منها خوفًا

الخميس 06/أكتوبر/2022 - 08:29 م
غزالة الشيبانية
غزالة الشيبانية

شخصية اليوم هي سيدة لها من الشجاعة حظ كبير، فقد قادت جيش شبيب زوجها ضد جيش عبد الملك بن مروان، وهرب منها الطاغية العربي الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي، ودخلت الكوفة وفتحتها.


فارسة شجاعة، عرفت بألقابها فمنهم من يقول إنها غزالة الشيبانية، ومنهم من يسميها غزالة الخارجية، ومن من أطلق عليها غزالة الحرورية، لكن الجميع اتفق على أنها غزالة الشجاعة القوية الفارسة المغوارة.




مولدها وصباها


ولدت غزَآلة الشيبانية في العام 77 هـ، وهو ما يوافق العام 696م، وكانت ولادتها بمدينة الموصل شمال العراق، نشأت وشبت بين أقرانها من الصبيان، فتعلمت الفروسية والقتال، وأصبحت تقاتل كالفرسان وتدافع عن قبيلتها مع الفوارس.


تقدم لخطبتها شبيب بن يزيد والذي لقب بشبب الخارجي، وقد تزوجها ولم يمض على الزواج سوى شهور قليلة حتى جهز جيشا كبيرا لمواجهة جيش عبد الملك بن مروان.


وشبيب هو أحد كبار الثائرين على بني أمية، واسمه شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن قيس بن شراحيل بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان، وقيل إن مولده في السنة 25 للهجرة في يوم النحر العاشر من ذي الحجة فقال أبوه: ولد في اليوم الذي تهرق فيه الدماء، فسيكون صاحب دماء.


خرج في الموصل مع صالح بن مسرح على الحجاج الثقفي، فقتل صالح فنادى بالخلافة لنفسه فبايعه حوالى 120 شخصا، وكاد شبيب أن يهزم الحجاج لولا أن تدخل عبد الملك من الشام بجيش بقيادة سفيان بن الأبرد الكلبي، ففر شبيب ولكنه مات غرقا في بحر العرب.



اقرأ أيضًا..

رجال الدين في ميدان المعركة.. دور علماء الأزهر في نصر 6 أكتوبر






شجاعتها ومناقبها


عرف عن غزالة أنها شديدة البأس تقاتل قتالًا شديدًا يعجز عنه الأبطال من الرجال، وقد بعث الحجاج خمسة قادة لمحاربة شبيب، فهزمهم جميعًا، ثم خرج شبيب من الموصل يريد مهاجمة الكوفة ومعه زوجته غزالة.


كما خرج الحجاج الثقفي من البصرة يريد الكوفة أيضا، وأسرع شبيب بجيش بقيادة زوجته غزالة لملاقاته قبل وصوله الكوفة، ولكن الحجاج كان أسرع منه، فدخل الكوفة وتحصن في قصر الإمارة خوفا من ملاقاة غزالة.


وقد عيره الشعراء بذلك، ومنهم عمران بن حطان وكان ملاحقًا من الحجاج، فقال يعيره بهروبه من غزاله واختبائه في قصر الإمارة هذا البيت الشهير من الشعر:


أسد عليّ وفي الحروب نعامة ... ربداء تجفل من صفير الصافرِ


وبعدما سمع الحجاج بن يوسف الثقفي هذا البيت من الشعر، استشاط غضبًا وأقسم ألا يبرح حتى يقتل الشاعر عمران صاحب البيت، وقال قولته الشهيرة بين قواد جيشه: "آه والله لقد هزمتني امرأة".



فتحها للكوفة


فتحت غزالة الكوفة برفقة شبيب زوجها ومعهما أمه جهيزة عند الصباح، وكانت غزالة قد نذرت أن تدخل مسجد الكوفة فتصلي فيه ركعتين، تقرأ في الأولى سورة البقرة، وفي الثانية سورة آل عمران، وهما أطول سورتين من سور القرآن الكريم.


وقد جاءوا إلى الجامع في سبعين رجلا، فصلت فيه غزالة ركعتين وخرجت من نذرها وهي محاطة بمظاهر التقدير والاحترام، وأنشد أهل الكوفة والذين كانت حروب الحرورية قد أقلقتهم كثيراً، قالوا في تلك السنة:


وفت "الغزالة" نذرها ... يا رب لا تغفر لها


وظلت غزالة وشبيب على رأس قوة من جيش الحرورية يحاربون الحجاج، حتى هزموا له عشرين جيشًا في مدة سنتين، وقد دخلت غزالة وشبيب الكوفة للمرة الثانية على رأس ألف مقاتل ومئتين من نساء الخوارج.


وتقلدوا السيوف وحملن الرماح، ووصلوا إلى المسجد الجامع بعدما قتلوا حراسه ومن كان فيه، ونصبت غزالة وزوجها شبيب على المنبر، فخطبت فيمن حضر من أهل الكوفة.




وفاتها


أرسل عبد الملك بن مروان جيشا من الشام لمحاربة قوات غزالة، وقد استطاع الجيش بعد معارك عنيفة أن ينتصر على قوات شبيب، وقد قتلت غزالة في معركة قرب الكوفة، وحمل رأسها أحد الفرسان ليأخذه إلى الحجاج، ولكن شبيب شاهده وعرفه، فأرسل إليه أحد فرسانه فقتله وعاد بالرأس إليه فأمر بغسله وتكفينه ودفنه، وكتب فوق قبرها: "غزالة الشيبانية.. هي أقرب إليكم رحماً".

ads