شيخة مجاهدات سيناء: أصابع قدمي «اسودت» من أجل نصر أكتوبر
ستظل ذكرى نصر أكتوبر، إكليلا يتوج به جبين
كل عربي بصفة عامة وكل مصري بصفة خاصة، وعلينا استلهام معانيها لنثبت للعالم أجمع
أن ما حققناه في حرب أكتوبر المجيد نستطيع وبنفس الكفاءة أن نحققه في كل ميادين
الحياة وسيأتي يوم يظهر في الشوارع والحارات والميادين عازف ناي أو شاعر ربابة يغني
الملحمة ويروي للأجيال قصص البطولة
التي سمعوا وحفظوا أسماء من قاموا بها ورددوها كثيرا.
ويرصد «هير نيوز» نضال وكفاح إحدى
البطلات السيناويات وهي الفدائية "فرحانة حسين" شيخة مجاهدات سيناء.
فرحانة حسين سالم سلامة الرياشات، بذلت تضحيات سيسجلها التاريخ بحروف من نور وستظل خالدة على مر العصور،
وكلما هلت علينا ذكرى نصر أكتوبر أو عيد تحرير سيناء نسترجع معها الذكريات
البطولية وأعمالها الفدائية عن هذا النصر.
انضمت فرحانة حسين لمنظمة سيناء
العربية مثل كثيرات من شرفاء سيناء، وبدأت رحلة نضالها وهي ابنة الـ30 ربيعا، وشاركت في تنفيذ العديد من العمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال عملها في
تجارة القماش وكانت تنتقل من القاهرة إلى سيناء والعكس بحجة تجارتها للقماش تاركة
أولادها الصغار مدة قد تستغرق نحو شهرا ولا أحد يعرف مساعدتها للقوات المسلحة حتى
أقرب الناس إليها.
الوطن غالي كتير
تقول فرحانة حسين في إحدى
تسجيلاتها: "الوطن غالي كتير وساعدنا باللي نقدر عليه لجيشنا وشبابنا وعيالنا،
وكنا نتعاون سواء بالعيش أو الهدوم للجيش ولما صار أكتوبر صار الجد".
وعن دورها وتضحياتها تقول: "كان دوري
أجيب الرسالة التي يرسلوني لها وأجيبها وأوصلها، ومش أي واحد .. بدها لفة واللفة
بعيدة مش يوم أو يومين.. كانوا بيطلعوني لمثلث القنطرة وبعدين الله معنا"،
لافتة إلى أن توصيل الرسالة قد يستغرق أسبوع أو أسبوعين أو 20 يوما أو نحو شهر سيرا على الأقدام والرمال ساخنة ونتيجة لذلك تعرضت لحروق شديدة أسفل قدميها وأسودت
أصابعها.
نضالها ظل سرا
بينما
يحكي نجلها عبدالمنعم إبراهيم الذي يعمل مديرا لمركز تدريب الحاسب
الآلي بشمال سيناء، أنهم كانوا يعرفون أن والدتهم تتاجر في الهدوم وفي ذات مرة لفت
نظره أن أصابع رجلها سوداء وعندما سأل والدته عن سبب هذا السواد ردت عليه "لا
تشغل بالك" ، مؤكدا أن والدته كانت لا تتحدث عما تفعله ولا أحد كان يعرف أنها
مناضلة ومجاهدة مع القوات المسلحة أثناء الاحتلال إلا فيما بعد.
وأشار نجل شيخة مجاهدات سيناء إلى أن الفكرة
ليست في نقل الرسالة ولكن المشقة والمخاطرة التي كان من الممكن أن تتعرض لها
والدته لو تم كشف سرها.
يذكر "عبد المنعم" أن الله لم ذات مرة أثناء تفتيش والدته من قبل مفتشة يهودية، لكنها نجحت في أن تلفت
نظر المفتشة اليهودية إلى شيء آخر بخلاف الشريط المكتوب عليه البيانات والموضوع في
الثوب ومخيط عليه.
مكسبي عند الله كبير
واختتمت شيخة مجاهدات سيناء حديثها قائلة: "مكسبي
عند الله كبير لا أحد يرى النعم اللي أنا فيها فربنا أكرمني بحجات ومعمرتين في
رمضان وأخيرا ..تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر ..".
اقرأ أيضًا..