هل يجوز للأب حرمان أحد أبنائه من الميراث؟
بعض الآباء لا يجدون حرجا في توزيع تركتهم في حايتهم بين أبنائهم، سواء الذكور أو الإناث، وقد يستثني من الأبناء أحدا لا يعطيه من ورثه شيء، إما لعقوقه أو لأنه لا يحتاج لورثه منه.
والسؤال الذي نحن بصدده الآن في الوصية
للأب، هل يجوز له أن يوزع تركته على أبنائه ويحرم أحدهم من الميراث؟.
الدين بيقول إيه؟
وفي إجابة منه، على سؤال ورد إلى دار
الإفتاء المصرية، قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتى الجمهورية، إن الأب
الذي يحرم أبناءه من الميراث حرام شرعا ويفعل شيئا قاسيا فى حق أبنائه فقسمة الله لا بد
أن نقضى بها للأبناء ذكورا كانوا أو إناثا.
وأوضح مستشار المفتي السابق، في إجابته عن
سؤال حول حكم الوالدين الذين يحرمون أولادهم من الميراث؟، أن من يتصرف فى ماله حال
حياته ليحرم أبناءه من الميراث فهذه نية غير صحيحة يأثم عليها.
وشدد على أنه يجب على الأباء أن يعطوا بناتهم
ما قسمه الله لهن فى الميراث كما نعطي الذكور ما قسمهم الله لهم، مشيرا إلى أن عقوق
الأبناء ليس من أسباب منع الميراث فلا نريد أن تنتشر هذه الثقافة، ولكن نريد أن يسود
بر الوالدين.
توزيع الميراث والأب على قيد الحياة
ويوضح الدكتور محمد
جمعة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، على أن المتبع في توزيع الأموال من الآباء وهم
على قيد الحياة للأبناء طريق واحد وهو الهبة، وهي أن يهب الأب للورثة مثلما يرثون
بعد موته وهذا جائز بالاتفاق بين الفقهاء.
وبين أستاذ الفقه، بأنه
في هذا الحال بمجرد أخذ المال وقبضه ووقوعه في حوزتهم هنا أصبح ملكا لهم وتنتفي
ملكية الوالد لها، وهذه تسمى عقد هبة ولها أحكامها المختلفة عن باقي الأشكال
كالتركة أو الوصية.
وعلل ذلك، بأن التركة
والوصية تكون بعد الموت، والهبة هنا تكون إما للأولاد أو لغير الأولاد، فحكم الهبة
للأولاد لا يجوز الرجوع فيها إذا قبض الأولاد المال ووقع في حوزتهم لأنه أصبح ملكا
لهم وانتفت ملكية والدهم.
وتابع أستاذ الفقه
بقوله: أما لو كان على حاله كما هو فيجوز الرجوع فيه وهذا ينطبق على الأمور
العينية كالعقارات والأراضي والمباني وهكذا لأنه قائمة كما هي، ولكن لو تصرفت فيها
كأن يبيع العقار أو الأرض ويحوله لمال في البنك فهنا تغير لحاله فلا يجوز الرجوع
فيها.
وأوضح، بأنه حتى يمكن تحقيق العدل يجب أن تكون
الهبة بمقدار لا يندم عليه بحيث يوزع الهبة على الأولاد ويترك لنفسه مقدارا يكفيه
حتى لا يعود ويندم بعد ذلك وهي في الغالب الصورة التي نراها اليوم.
اقرأ أيضًا..