الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نانسي نبيل فودة تكتب: الانعطاف الأخلاقي

الثلاثاء 04/أكتوبر/2022 - 06:44 م
هير نيوز

أفرز المجتمع خلال السنوات الأخيرة الكثير من الأفراد الذين انعطفوا في أخلاقهم إلى أن وصلوا إلى حد الوحشية، فقد برز على الصعيد المجتمعي والذي تناوله الجانب الإعلامي بسرد الكثير من القضايا، والتي تناولت فيها قضايا الغدر والخيانة بين دوائر الأصدقاء والزملاء والأقرباء والجيران وأيضًا الأزواج والتي تنتهي إلى حد القتل بأشكال مختلفة ودوافع مختلفة، ومن هنا نتطرق إلى الأسباب الأساسية التي أوجدت مثل هذه الأخلاقيات وخلقت دوائر العنف داخل مجتمع محافظ متماسك له مرجعية دينية، هل هو البعد عن القيم السليمة المغروسة بداخلنا؟ أم السبب الرئيسي هو التوغل العقلي التكنولوجي لدى كل فرد؛ ليقود الأفراد إلى البعد التام عن أي قواعد دينية وأخلاقية مغروسة بداخله؟ أم قيادة التكنولوجيا لسلوك الأفراد  للبعد عن كل ما هو مفيد، من خلال تطويع الأفراد لاستخدام الوسائل التكنولوجية بأوقات كبيرة تمكنه من نشأة عناصر التوتر والعصبية المفرطة داخل الفرد، وأحيانًا وصوله لحد ردود الأفعال العنيفة غير الإرادية، والتي أوجدت بداخله وحشية التصرف وردود الفعل غير المتوقعة، فقد انتزعت جوانب الحب من القلوب واستبدلت بالجمود في كل شيء.


ومن الأسباب أيضًا التي أدت إلى هذا الانعطاف، التكاسل وعدم السعي إلى لقمة العيش أو تحقيق أي محاولة لبناء الذات، فيصبحوا أفرادًا محاطين بجميع أنواع الفشل، يملأ قلوبهم الحقد على الآخر، على الرغم من علمهم التام بأن الآخر قام بالسعي المستمر وبذل الجهد لإثبات الذات؛ لكي يصل إلى ما يريد من طموح، فتنشأ التربصات وخلق المشكلات لإحساسهم بالغيرة من نجاح الآخر، إلى أن يصل في كثير من الأحيان إلى حد القتل.


وإذا تحدثنا عن الصراعات داخل الأسرة، والتي شاهدنا منها قضايا القتل والصراعات الداخلية بين الأزواج التي ظهرت بشكل كبير مؤخرًا، فهذا نشأ في الأساس من خلو الأسرة من جميع أشكال المودة والرحمة القائم عليها أساس الأسرة السليمة بين الزوجين، ونظر كل فرد داخل الأسرة إلى حب الذات، وفرض سيطرة كل فرد على الآخر، كما تأخذ الصراعات المالية جانبًا من الجوانب المهمة والأساسية في الدوافع للكثير من الجرائم داخل الأسرة، وحب الاستحواذ على ممتلكات الآخر دون النظر إلى تنشئة أفراد الأسرة بشكل سليم، فقد استحوذ العامل المادي والتكنولوجي، والثقافات الغربية، والعوامل المختلفة الخَلّاقة للعنف مثل المشاهد التلفزيونية والبرامج والألعاب التي تحرض على العنف والقسوة إلى الانعطاف الأخلاقي بشكل كبير؛ ليصبح مجتمعنا مليئًا بجرائم غريبة ودوافع أغرب تؤدي في النهاية إلى حوادث مأساوية وأطفال مشردين، مسلوبين من جميع التوجيهات والأخلاقيات السليمة من قبل ذويهم؛ ليزدادوا في المستقبل انعطافًا أخلاقيًّا بشكل أكبر.


ads