القبض على مدير مدرسة حاول هتك عرض مُعلمة بالعمرانية

في يوم مشئوم، خرجت ن.ح من منزلها، بعد أن ودعت أهلها بابتسامة صافية، مغمورة بالسعادة، بعد أن أصبحت مُعلمة بإحدى مدارس العمرانية، فلم تكن تعلم مصيرها المحتوم، ذهبت إلى مدرستها في الموعد المحدد والتقت زملاءها بالعمل بابتسامة تفاؤل، دخلت فصلها وشرحت للتلاميذ درسًا جديدًا وحثتهم على التحلي بالأخلاق الحميدة.

وبينما كانت جالسة في المكتبة حيث نور العلم، ورضا الرحمن، إذ فوجئت بمديرها، الذي كانت تخشى منه دائمًا بسبب نظراته الغريبة لها، يقترب منها ويحدق النظر بجسدها، لتسأله عن سبب نظراته المريبة لها، وماذا يريد، أخذ يقترب منها رويدًا رويدًا، ثم تفوه بألفاظ بذيئة تُندي الجبين ليُبين لها مدى اشتياقه لإقامة علاقة جنسية معها.

لم يكن من ن.ح إلا الشعور بالرعب، ترغب في الهروب من الذئب البشري الذي يرغب في هتك عرضها، دقات قلبها تتزايد، تكاد تفتك بصدرها من شدة الخوف، وعقلها يخبرها بأنها النهاية حتمًا، وعند محاولتها الهرب هددها خفاش الظلام إنه إن لم تمكنه من نفسها ستلقى مصيرًا مظلمًا، وضيق الخناق عليها، ولمس أماكن عفتها.

وبعد أن فرت ن.ح هاربة، عادت إلى بيتها تجر أذيال الندم، تحدث نفسها قائلة: "ليتني لم أذهب إلى المدرسة، ليتني لم أسع للعمل"، دموعها لا تجف، وعقلها لا يتوقف عن التفكير، ضاق صدرها ليحمل أنفاسها المعدودة بصعوبة بالغة.

اعتقدت أن ما قام به مديرها هو النهاية لأفعاله المشينة، ولكن يبدو أن لديه المزيد، فطاقة الشر لديه لا تتوقف أبدًا، حيث استغل نفوذه الوظيفية وقام بفصلها عن عملها بالمدرسة.. هنا انتفضت ن.ح في وجه ظلمه وحررت محضرًا بقسم الشرطة تتهمه فيه بالتحرش والابتزاز، وتحرر المحضر برقم 9253 إدارى الطالبية.

لم يكتف المدير بما فعله في حق الإنسانية، ليرتكب المزيد من الجرم أثناء التحقيقات ويؤكد، أن المُعلمة هي من راودته عن نفسه، لتعود إلى العمل، وحاولت أن توقعه في شباكها، جاء ذلك في محاولة منه لتشويه سمعتها، والهروب من طائلة القانون.

ولكن دائمًا ما ينتصر الحق فبعد أن باشرت النيابة التحقيقات، قضت الدائرة 22 بمحكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بمجمع محاكم زينهم، بحبس مدير المدرسة الابتدائية في العمرانية، سنة، لاتهامه بهتك عرض  المعلمة ن.ح داخل مكتبة وعرضه "رشوة جنسية"، مقابل عودتها للعمل.