الإفتاء توضح حكم الزواج بغير رضا الوالدين

نسمع كثيرًا في هذه الأيام عن استقلالية الفتيات وتصرفاتهن في أمورهن دون الرجوع للوالدين، على اعتبار أن الوالدين كانا مرحلة وانتهت.

ولعل المشكلة الأكبر التي تأتي عقب الاستقلالية عن الأهل هي الزواج والارتباط، فنجد الفتيات ممن يستقللن عن أهلهن يرتبطن ويتزوجن دون موافقة من الأهل، ومنهن من تهرب من أهلها لتتزوج بشاب كان قد تقدم وتم رفضه.

والسؤال الآن ما الحكم الشرعي في مثل هذه الأحوال؟ وهل الزواج بدون موافقة الأهل والوالدين جائز؟

الحكم الشرعي

من جانبها قالت دار الإفتاء المصرية، في إجابتها عن السؤال، بأن النبي صل الله عليه وسلم، قال: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ».

وبينت الإفتاء، بأن الزواج المثالي لا بد وأن تتوافر فيه كل الشروط والأركان الشرعية من جانب، ويحظى بمباركة أسرة الزوجين من جانب آخر، ومن أركان الزواج الولي، فيجب أن يكون الزواج بولي للزوجة والولي هنا الأب، فيجب على البنت إذا ارتبطت أن يكون هذا الارتباط والزواج بعلم وبحضور والديها.

اقرأ أيضًا..

«الإفتاء» تحسم الجدل.. حكم الدين في إعلان إلهام شاهين التبرع بأعضائها بعد وفاتها

حكم الزواج دون موافقة الأهل

واوضحت الإفتاء، بأنه إذا فرض الواقع نفسه وكانت أسرة الزوج غير موافقة على الزواج لأي سبب كان، فلا حرج شرعًا على الابن في الزواج بمن ارتضى دينها وخلقها باعتبارهما أهم شيء في الحياة الزوجية المستقرة؛ لأن كلًّا من الزوجين سيتقي الله في الآخر.

وبينت الدار، بأن امتناع الابن عن تلبية رغبة الأب أو الأم، وزواجه بمن يحب رغمًا عنهما، لا يعني أن يعقهما في غير هذا الموضوع أو أن يعصاهما أو يسيء معاملتهما أو يقاطعهما، وذلك لعموم توصية الله بالوالدين وعدم الإساءة إليهما.

واستشهدت الدار بما جاء في كتاب "كشاف القناع"  من كتب الحنابلة: "ليس للأبوين إلزام أبنائهما بنكاح من لا يريدون النكاح بها، لعدم حصول الغرض بها، فلا يكون عقوقًا بمخالفتهما في ذلك، كأكل ما لا يريد أكله".

وأكدت دار الإفتاء، أنه لا يجوز شرعًا إجبار الفتاة البالغة العاقلة على قبول الزواج بغير من ترضاه؛ سواء كان كفؤًا أو غير كفؤ، ويشتد المنع إذا كان هذا الشخص مجنونًا أو معتوهًا.

اقرأ أيضًا..

زوج يشكو حماته لتحريض ابنتها على الطلاق... إليك رد الإفتاء!