ليز تخطب ود «الأسياد»
يبدو أن ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا - التي تسلمت مهام منصبها مؤخرا والتي تنتمي إلى حزب المحافظين - لا ترغب في إضاعة الوقت حتى تنال رضاء القوى العظمى العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
موقفان كشفا
سريرة رئيسة وزراء بريطانيا، تجاه محاباة الولايات المتحدة الأمريكية، لكسب ثقة
البيت الأبيض، والسير على درب من سبقها.
الموقف الأول..
عندما تعهّدت في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن تستمر بريطانيا في
تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إلى حين انتصارها على روسيا، في موقف موالٍ تماما
لسياسة أمريكا تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية.
الموقف الثاني..
عندما أعلن يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن نظيرته البريطانية ليز تراس
تدرس نقل سفارة لندن في الدولة العبرية إلى مدينة القدس.. في موقف ينم أيضا عن
إرضاء للجانب الأمريكي الذي يعتبر إسرائيل ممثلته ووريثته الشرعية وابنته المدللة
في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ليز عندما كانت
وزيرة للخارجية أبدت رغبتها وتعهدها بدراسة نقل السفارة في إسرائيل، في حال فوزها
في السباق على رئاسة الحزب وبالتالي الحكومة البريطانية.. وهو ما حدث وسيحدث.
من التصريحات
الغريبة لـ«تراس» أن لندن لن تستكين إلا عندما تنتصر أوكرانيا!، وهل كانت بريطانيا
مهددة من قبل سواء كانت أوكرانيا في حرب مع روسيا أم لا؟ أم هي مجرد المحاباة
لأمريكا لإطلاق جبهة متفقة معها ضد روسيا؟.. أم تطمح إلى نفحة نفط في ظل أزمة
الطاقة التي تهدد القارة العجوز، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء؟
ورغم تصريحات
رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، بأنه صُدم من مراجعة تراس لمكان نقل السفارة من
تل أبيب إلى القدس، حيث قال إن أي تحرك لنقل السفارة البريطانية من شأنه أن يدمر
العلاقة مع الحكومة البريطانية.. إلا أنها لم تكلف خاطرها بالرد أو بطمأنة
الفلسطينيين على جدية هذه الخطوة، فكونها خطوة أحادية الجانب فهي تدل على عدم وضع
مطالب الفلسطينيين على قائمة اهتماماتها أو بمنطق لغتنا العامية «مصلحتي».
موقف ليز تراس
ليس مستغربا ولا جديد فيه، خاصة أن الكثيرين ممن يفاضلون بين مصلحة فلسطين أو
إسرائيل فإنهم بديهيا يختارون الجانب الإسرائيلي بصفته الأقوى عمليا والذي تدعمه
جميع القوى إقليميا ودوليا، فلماذا إذن تختار المراهنة على الجانب الفلسطيني الذي
لم يتبق له إلا الله؟