نيهال كُريّم تكتب: نبتدي منين الحكاية!!!
زوجي الحبيب حمدًا لله على سلامتك
دعني أقول لك إن عقلي كان يتحرك ويدور حول
نفسه كما عقرب الثواني للساعة المعلقة في صالة بيتنا يدق ويتك في كل ثانية مع كل دقيقة
مرت بعد تأخر جوابك عن موعده وعيني على كل من يلتقط سماعة التليفون من أول كلمة آلو إلى أهلا وسهلا..
وأحاول أن أستنتج من المتصل وماذا يقول؟
وبعد عدة جمل حين أكتشف أنها مكالمة عائلية
عادية يهدأ نَفَسي المتصاعد وأكمل ما كنت أعمله إذا كنت أرسم.. أو أطهو مع أمي شيئًا..
أو أقرأ رواية..
وأقول لنفسي لو كان عندي منك طفل لكنت الآن أهدى
وأسعد كثيرًا
ولكن أذكر كلماتك إنك لا ترغب أبدا في الإنجاب
إلا بعد أن نزيل آثار العدوان..
أحزنني جدًّا خبر وفاة صديقك عادل رحمه الله
وتأثرت لأسرته وتخيلت ما أصاب زوجته من حزن
وهلع ويتم أطفاله الصغار
وبكيت لوجعك وإحساسك بالحزن والألم
فأنا أعرف كم تحب أصدقاءك وكم أنت مخلص لهم..
وذكرياتك ومقالبكم التي كنتم تتعمدون فعلها
في لحظات الألم لتخففوا حدة وقسوة المواقف..
ولكن رغم ذلك حمدت الله كثيرًا إنك لم تُصَبْ
بمكروه
ودعني أقولها لك بالعامية (إنت لو كنت مت
كنت قتلتك)
فأنا أنتظرك منذ أخذت حقيبتك وركبت السيارة
مع العسكري التي ستأخذك للمطار
وأمني نفسي بيوم عودتك من يومها
يتراقص قلبي عندما أرى المكوجي وهو يحمل
بدلة ضابط وأكاد أقف في الشارع لأسلم
عليها وأسالها عنك وعن أحوالك؟
دعيني أحكي لك ما حدث في هذه الأيام الطويلة
تعرف طنط ليلى جارتنا أخيرًا أتى عريس
لابنتها سلوى وأصرت أن تقنع زوجها به حتى لو كان أقل في التعليم ولو كان شكله مش أد
كده..
المهم البنت تتخطب ما كل بنات الجيران
اتخطبوا واتجوزوا الناس هتاكل وشنا
وأتت سلوى تبكي لماما تطلب منها أن تقنعها
بالعودة في هذا القرار
ولم تكف عن البكاء حتى أخذتها وذهبت معها..
لا أعرف لماذا دائمًا قصص الزواج والحب يجب أن
يكون فيها شجن وحزن أو فراق وألم..
أما صديق أبي عمي حسين زوجته تشاجرت معه لأنه
لم يشتري لها قطعه قماش سواريه لحضور خطوبة زفاف ابن أخيه
وقالت له إنت عايزهم يقولوا عليا إيه؟
وكلمت بابا لأنه صديقه لتشهده على صديقه الذي
دائمًا يبخل عليها..
وأتى بابا وقالي هاتيلي الشاي في الفرنده
ووجدته يضحك وهو يحكي لي وقال لي شفتي بقى
الجواز ومشاكله
ثم ربت على كتفي وقالي هيرجع وتعيشوا في
بيتكم وهتخلفوا ولد وبنت أو بنتين أو ولدين..
تنهدت في نفسي وأنا أقول بس ييجي بس وأنا أخلي
بيتنا ده أجمل بيت في العيلة
الأسبوع الماضي عزمتنا عمتي على الغذاء وقالت
لي تعالي ساعديني ونروح بالغدا على البحر كلنا في كابينة عمك عبد الفتاح
وقفت معها في المطبخ مع الشغالات لعمل صواني
السمك وطواجن الجمبري والسبيط وأتى عمي ووقف
على الباب وقال جملته المرحة المعهودة
الست والجارية على بقرشين بسريه... وضحكنا
جميعًا..
وقبل المغرب وقفت أنظر للشمس وهي تذهب
بنورها لتنير مكان آخر من العالم أوصيتها حين تأتي عندك في الشروق إن توصل لك محبتي
وقبلاتي وكل كلماتي..
اعرف إنك تبتسم وانت تقرأ
واعرف إن قصتنا قصة من ألف قصة من حكايات الأحبة
ولكن لكل قصة أبطال مختلفين في الشكل والروح
والأسرار..
وانت يا زوجي الحبيب روحك تشبه روحي وقلبي يشبه
قلبك..
سلامًا ليوم التقينا ويوم أحببنا بعض
وتزوجنا وسلاما لبيتنا ولكل من مر أمامه أو دخله..
عود يا حبيبي وأعدك أن أنسيك كل الحزن والألم
وأن أفتح بيتنا لكل الأحبة والأصدقاء..
كانت هذه الرسائل من وحي بيت عرف الحب بكل
معانيه
مع الاحتفاظ بسرية التفاصيل لمن رحلوا ولكن
ما زال حبهم ينبض في كل عرفهم
وانتظروا في المرة القادمة
حكاية جديدة مع أبطال آخرين..