إعدام سروجي سيارات ذبح سيدة وابنتها غدرًا بسبب "الديون"
السبت 17/سبتمبر/2022 - 12:20 م
محمد علي
أصدرت محكمة جنايات طنطا، حكمها حول أبشع جريمة قتل هزت مشاعر أهالي محافظة الغربية، في شهر رمضان الماضي حينما أقدم سروجي سيارات على التخلص من سيدة وابنتها الطفلة البريئة ذبحاً بسبب خلافات مالية بينهما، ومماطلته في سداد مبلغ مالي مستحق لها، ولم يبالِ بما فعل ولم يراع أنه في شهر الرحمة فلم يرحم ضحيته وارتدى ثوب الشيطان وقام بتنفيذ جريمته بدم بارد، ثم ألقى بجثتيهما في المصرف وفر هارباً، لكنه سقط في قبضة رجال الشرطة وأحيل للمحاكمة.
تفاصيل الواقعة
البداية كانت عندما تلقى مدير أمن الغربية، إخطارًا بالعثور على جثتين مجهولتي الهوية لسيدة وطفلة بإحدى الترع بنطاق مركز طنطا، وتم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى طنطا الجامعي، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، والنشر بأوصاف الجثتين ومن خلال السير في خطة البحث تبين أن هناك بلاغًا بتغيب سيدة ونجلتها بنفس أوصاف الجثتين اللتين عثر عليهما.
وتبين أن السيدة تدعى سماح، 38 سنة، وابنتها الطفلة ملك 10 سنوات، وخلال السير في خطة البحث، تم تحديد هوية المتهم والقبض عليه ويدعى السيد ع م ا، وتولت النيابة العامة التحقيق والتي قررت حبسه.
وقرر المحامي العام الأول لنيابة غرب طنطا الكلية إحالته إلى المحاكمة الجنائية لقيامه بقتل المجني عليها سماح الطنطاوي وابنتها عمداً مع سبق الإصرار بأنه وعلى أثر احتدام الخلافات المالية بينهما والتي تتمثل في كونه مدينًا لها بمبالغ مالية وتوقيعه إيصالات مثبتة لدين لصالحها ضمانا لسداد تلك المبالغ وعدم رده للمبالغ المالية لها ومطالبتها له مرارًا برد تلك المبالغ المالية- بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها وأعد لذلك الغرض سلاحًا أبيض "سكينًا"، واستدرجها لمكان ارتكاب الواقعة بأن اتصل بها هاتفيًا وطلب منها لقاءه بمكان الواقعة بحجة تسديده للمبالغ المالية، المستحقة عليه لها وبوصولها استل السلاح الأبيض من بين طيات ملابسه وباغتها بأن سدد لها طعنة بالسلاح الأبيض.
استدرجها ليزهق روحها
وحال مقاومتها له عاجلها بطعنة أخرى بالرقبة وأخرى في البطن إمعانًا في التيقن من إزهاق روحها ثم انهال عليها طعنا بذلك السلاح بأن سدد لها عدة طعنات بالصدر والبطن، وعقب تيقنه من إزهاق روحها ألقى جثتها بمصرف المياه الكائن بمكان الواقعة قاصدًا من ذلك قتلها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أدت لوفاتها.
تخلص من ابنتها
وأيضًا اقترنت بتلك الجريمة جريمة أخرى هي أنه في ذات الزمان والمكان قتل عمداً الطفلة المجني عليها ملك حسني، نجلة المجني عليها سماح مع سبق الإصرار بأنه وحال رؤيته للطفلة المجني عليها سالفة الذكر رفقة والدتها المجني عليها الأولى حال وصولهما لمكان الواقعة بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها خشية افتضاح أمره لاحقا، فبادر بقتلها أولا بأن استدرجها لمكان مجاور لمكان الواقعة بحجة شراء بعض الحلوى لها.
اقرأ
أيضًا..
وطلب من المجني عليها الأولى انتظارهما بمكان الواقعة وهنا باغتها بأن كمم فمها واستل السلاح الأبيض من بين طيات ملابسه وسدد لها طعنة بالبطن، مستغلا ضعفها، ثم ألقى جثتها في مصرف المياه الكائن بمكان الواقعة، قاصدًا من ذلك قتلها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أدت لوفاتها، وفر هارباً ومارس عمله المعتاد بشكل عادي حتى لا يلفت الانتباه ولا يشك فيه أحد.
بمرو الوقت من ارتكاب الواقعة مر أحد الأهالي بجانب المصرف وعثر على جثة لسيدة تبدو في العقد الرابع من العمر ملقاة في المصرف الواقع في زمام قرية الرجدية التابعة لمركز طنطا، وانتابته حالة من الذهول والذعر فصرخ مستنجداً بالجيران الذين قاموا بإبلاغ النجدة على الفور، وبسرعة انتقل رجال مباحث بمركز طنطا لمحل الواقعة للمعاينة.
شهود العيان
وبسؤال شهود العيان، أكدوا أن إحدى الجثتين لسيدة في العقد الرابع من العمر والثانية لطفلة صغيرة لا يزيد سنها على 10 سنوات، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية من انتشال الجثتين ونقلهما إلى مشرحة مستشفى طنطا الجامعي تحت تصرف النيابة.
وبحث رجال الأمن حول الواقعة وأجروا تحرياتهم، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، والنشر بأوصاف الجثتين بجانب حصر بلاغات التغيب بالمحافظة للوصول لأي معلومات عن الواقعة وأثناء السير في خطة البحث، وفي وقتٍ متزامن قام أحد الأشخاص يدعى حسن. ز، بتحرير محضر باختفاء زوجته سماح. ط 38 عام والتي تقيم في منطقة العجيزي التابعة لدائرة قسم أول طنطا وابنتهما ملك 10 سنوات، في ظروف غامضة بعد خروجهما من المنزل ولم يعودا وبمطابقة أوصافها مع أوصاف الجثتين تبين أنها نفس الأوصاف، وتم اخطار النيابة بالواقعة والتي أمرت بتشريح الجثتين لمعرفة سبب الوفاة، والتصريح بالدفن بعد ذلك وتحرر عن ذلك المحضر اللازم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وبتكثيف الإجراءات تبين أن الجثة الأولى لسيدة تدعى سماح.ا، 38 سنة ربة منزل، والثانية لابنتها ملك، 10 سنوات.
معرفة القاتل
وبتتبع خط سيرها توصلت التحريات أن وراء الواقعة شخص يدعى السيد ع 45 عاماً سروجي من المتعاملين ماليا مع المجني عليه لسابقة تحريره إيصالات أمانة لها، إلا أنه قرر التخلص منها للحصول على إيصالات الأمانة التي تخصه وفوجئ بوجود ابنتها معها فقام بمغافلتهما والتخلص منهما بذبحها ثم ألقى بجثتها في ترعة بزمام قرية الرجدية مركز طنطا بعيداً عن محل سكنها.
كما قام بالتخلص من الطفلة بنفس الطريقة حتى لا يفتضح أمره ونجح فريق البحث في القبض على المتهم وإحالته للنيابة للتحقيق والتي أحالته بدورها إلى محكمة جنايات طنطا "الدائرة الأولى"، برئاسة المستشار سامي رجب بريك رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين حسام أبو زهرة، ومدحت سالم رمضان، وبحضور مهاب عادل وكيل النائب العام، وأمانة سر المحمدي الباجوري، والسيد الزقزوق، والتي قضت بإجماع الآراء، بالإعدام شنقاً على المتهم، وذلك بعد ورود رأي فضيلة المفتي، في القضية رقم 12357 جنايات مركز طنطا، والمقيدة برقم 800 كلي غرب طنطا، ليسدل الستار على تلك القضية البشعة.
اقرأ
أيضًا..