راندا الهادي تكتب: فن الشراء في اختيار الحذاء
في قول مأثور لا نعرف له (جذور)، سمعنا أن
راحة البدن تبدأ من القدمين. جملة معروفة لدينا ومحفوظة عن ظهر قلب، ولكن يا سيدتي
ويا سيدي - وهنا قدمتُ الإناثَ لحاجةٍ ستعرفونها بعد قليل، لا نعمل بها على أرض
الواقع.
جاء وقتُ ضرب الأمثلة لإيضاح الفكرة، مثلا، تجد
الفتاة تدخل متجر الأحذية، فتنظر أولًا (للديزاين)
واللون والكعب، حال كانت من مدمني الارتفاعات الشاهقة، ويا حبذا لو كان متجر
الأحذية (ماركة) مشهورة، هنا قد تتنازل عن العناصر السابقة جميعها لمجرد أنه من
(كاسللو)- كاسللو اسم من اختراعي ولو تشابه مع ماركة موجودة فهذا خطأ مقصود ههههه-
إذن يا سيدتي فقد اتخذتِ قرار الشراء حتى قبل ارتداء الحذاء!!
ولنذهب إلى الرجال وإن كانوا متفوقين على
النساء -وفقا للدراسات والبحوث، وليس كلامي-
في سرعة اتخاذ قرارت الشراء، بغض النظر إن كان حذاءً أو عُلبة كبريت!! يدخل
الرجلُ المتجر يشغله (الديزاين)، ويُمسك الحذاءَ بيديه يُقلبه يمينًا ويسارًا، وقد
يَثنيه في حركة لولبية حلزونية للتأكد من متانة النعل، ثم يُجربه وهو جالس. هل يقف
ويتمشى به؟ في تسعين بالمائة من الحالات لا يفعلها ، ألم أقل لكم سرعة في الأداء!!
ولكن هنا حدث خطأ فادح في التنفيذ، سأقول لكم تاليًا لماذا؟
وما بين معايير الإناث الخاطئة في اختيار
الحذاء وسرعة الرجال الخاطفة في قرار الشراء، نأتي لمذبحة الأحذية، مولد سيدي
الشيال لشراء أحذية العيال، وباعتبارنا على مشارف العام الدراسي الجديد، فالموضوع
(جاي ف الجول) زي ما بنقول. قد يَعتبر الكثير من أولياء الأمور يوم شراء أحذية
الأبناء -وأنا منهم- يومًا عسيرا، على النفوس (ثقييييييييل)، وكلما زاد عدد
الأبناء، كلما زادت المشقة النفسية والمادية والبدنية.
بدايةً المتاجر في زحام، والزحام يعني
الوقوفَ طويلا لانتظار من يأتي ليرى ماذا تريد؟ والانتظار أمدًا ليُحضر لك ما
طلبت، هذا إذا ما وضعنا في الاعتبار ململة الأبناء والزَّن المتقطع أو المتواصل
لمن لم يحِن عليه الدور منهم للشراء، أعلم عذابٌ مرير!!
نأتي لِلَحظة الغموض والتشويق - كالأفلام
الأجنبية - وهي إجابة الطفل ما إذا كان الحذاءُ مريحا ويُعجبه أم لا؟ وهنا تسمع
واحدة من تلك الإجابات: مش عارف، شكله مش عاجبني، الرباط مش حلو، أو الصمت..
وهنا لضيق الوقت والنفس وارتفاع أمور كثيرة
في الجسم - نحن في غنى عن ذكرها - يتخذ الآباء القرار بالنيابة عن الأبناء، إما
بحذاء مقاسه أكبر لينفعهم في المستقبل، أو بحذاء مقاسه غير مناسب لغياب أي معرفة
لديهم عن اشتراطات ومعايير اختيار الحذاء المناسب لأقدام أبنائهم.
أتقولين اشتراطات ومعايير؟ نعم عزيزي
القارئ، تعال معي في السطور القادمة أسردها عليك:
عند الشراء يجب:
* ارتداء
الجوارب المخصصة للرياضة عند تجربة الحذاء قبل شرائه، لضمان راحة القدمين.
* الحرص على
الشراء بعد المشي بالحذاء، حيث تكون القدمان في أكبر حجم لهما.
* يُفضل
الوقوف عند القياس للحصول على مقاس أكثر دقة.
* يجب أخذ
القياس الذي يناسب القدم الأكبر عند وجود قدم أكبر من الأخرى.
* يجب قياس
زوجَيِّ الحذاء والتحقق من ملاءمتهما عند المشي.
* القدرة على
تحريك أصابع القدمين، وذلك بثني أصابع القدم وتحريك المفاصل بشكل طبيعي؛ لذلك يجب
توفر مساحة لا تقل عن نصف بوصة (1 سم) بين الإصبع الأطول للقدم ونهاية الحذاء، حتى
لا يسبب ضغطًا على الأصابع.
* الحرص على
أن يكون عرضُ الحذاء مناسبًا ومريحًا وغير ضيق.
* ألا يزيد
ارتفاع كعب الحذاء على 4 سم، هل تسمَعْن يا صاحبات الكعب العالي؟!
* يجب أن
يضمن الحذاءُ تهويةً جيدة للقدم وحمايةً من تسرب المياه إليه.
إذن شراء الحذاء واختياره قضية ليست
بالهينة، لأنها ببساطة توفر عليك المعاناة من تشوهات القدم والقُرح و التهاب الساق
وكسور الإجهاد والتهاب الأوتار وآلام الركبة، وأمور أخرى لا تُحمد عقباها .
وقبل أن اختتم كلامي يجب أن أذكر لماذا
ابتدأتُ المقال بالنداء للسيدات؟! لأنهن المسئولُ الأول في المنزل عن عمليات
الشراء، خاصة للأطفال، والأطولُ صبرا
وبالا، والأكثرُ عددًا في أزواج الأحذية، لذا، فضلا منك عزيزي القارئ لا تتسرع في
اختيار الحذاء، وكما قال الدكتور/ مشعل عبد الله ( طبيب سعودي ): (ماذا يُفيدني
وسعُ الدنيا كلِّها ما دام حذائي ضيقًا)؟!