الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

كيف سيحاسب الله الملكة إليزابيث وهي لا تتحدث العربية؟.. أزهري يجيب

الأربعاء 14/سبتمبر/2022 - 12:34 م
كيف سيحاسب الله الملكة
كيف سيحاسب الله الملكة اليزابيث


قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر: إن الحساب واقع للجميع، وكل إنسان سوف يحاسب بلغته، بالكيفية التي يشاؤها الله تعالى.





وأكد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ردًّا على سؤال حول كيفية محاسبة الله تعالى للملكة إليزابيث وهي لا تتحدث العربية، أن هذا النوع من الأسئلة يدفع إليه الفضول الإنساني؛ لمعرفة تفاصيل ما يجري في اليوم الآخر.


وأشار العشماوي، إلى أن الحق أن طريق معرفة ما يجري في اليوم الآخر هو الوحي، أو ما يعبر عنه بالسمعيات التي هي طريق معرفتها السماع من لسان الوحي؛ إذ لا يمكن الوصول إلى تلك المعرفة إلا من نفس الطريق التي جاءتنا بها، وقد جاءتنا عن طريق الوحي.




سؤال القبر


ونبه العشماوي، إلى انه قد جاءنا الوحي قرآنا وسنة، بما يثبت وجود الحساب في اليوم الآخر، وبدايته سؤال القبر؛ إذ القبر أول منزل من منازل الآخرة، ودلت النصوص على أن الذي يتولى سؤال القبر ملكان، وأن الذي يتولى حساب الخلق يوم القيامة الله عز وجل، فمن ذلك قول النبي: "ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا سَيُكَلِّمُهُرَبُّهُ، ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ تُرْجُمانٌ، ولا حِجابٌ يَحْجُبُهُ".


وتساءل استاذ الحديث، لكن بأي لغة يحاسبهم الله تعالى يوم القيامة، مع اختلاف لغاتهم؟، والجواب الإيماني؛ أنه تعالى كما جعلهم يتكلمون بلغات شتى؛ فهو قادر على أن يسألهم بلغات شتى، وأن يُفهم كل أحد مراده، وجائز أن يسألهم جميعا بلغة واحدة، يفهمها الجميع، ويكون بها جوابهم.



اقرأ أيضًا..

ما حكم الدين بشأن الطلاق في حال الجنابة؟.. الإفتاء توضح الشروط





أقوال العلماء في لغة الحساب


ولفت أستاذ الحديث إلى أنه قد تعددت أقوال العلماء في هذه المسألة، وذكروا فيها ثلاثة أقوال: الأول:أنه يُسأل باللغة السريانية، وهذا القول حكاه السيوطي واستغربه عن شيخه عَلَمِ الدين البُلقيني، في رسالته (شرح الصدور، في أحوال الموتى والقبور)، ولم يذكرالبلقيني دليلا يُعتمد عليه لذلك!ولم ينفرد به البلقيني.


كما صرح به السيوطي أنه لم يره لغيره بعينه، بل قالبه الشيخ عبد العزيز الدباغ كما في (الإبريز)، والسيوطي صادق في دعواه أنه لم يرهلغير البلقيني؛ لأن الدباغ جاء بعد السيوطي.


وتابع، أن الدباغ قال: "نعم، سؤال القبر بالسريانية؛ لأنها لغة الملائكة والأرواح، ومن جملة الملائكة ملائكة السؤال، وإنما يجيب الميت عن سؤالهماروحُه، وهي تتكلم بالسريانية كسائر الأرواح؛ لأن الروح إذا زال عنها حجاب الذات؛عادت إلى الميت حالتها الأولى".


وأشار العشماوي إلى أن هذا مجرد رأي، لا دليل عليه من النقل، وإن لم يَخْلُ منفوائد، لا تُعرف إلا من طريق الأولياء، على سبيل الكشف والكرامة، وفيه: أن السريانية لغة الأرواح، وأن روح الميت هي التي تجيب، والروح واحدة في جميع الخلائق، على اختلاف لغاتهم، وما دامت الأرواح هي التي تجيب، ولغتها واحدة؛ فلا اعتبار باختلاف اللغات في العالَم.






وبين أستاذ الحديث، أن القول الثاني: أنه يُسأل باللغة العربية، وقد نص عليه الحافظ ابنحجر رحمه الله، حيث قال في (الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع):"وأما سؤال الملكين؛ فظاهر الحديث الصحيح أنه باللسان العربي؛ لأن فيه أنهما يقولان له: "ما علمك بهذا الرجل" إلى آخر الحديث"،فقد استدل على ذلك بظواهر الأحاديث الناطقة بعربية السؤال والجواب.


وأشار الدكتور محمد، إلى أنه لا مانع من كونها حقيقة، ويلهم الله الجميع فهمها، والجواب بها، والقدرة صالحة لذلك، وإن كان ذلك ليس بالضرورة؛ فلغة الشرع هي العربية، وقد حكت عن الأنبياء الذين كانوا من غير العرب؛ بلغة العرب، ولا يعني ذلك أنهم كانوا عربا.


وأشار العالم الأزهري إلى القول الثالث: أنه يُسأل كل أحد بلغته، وقال الحافظ ابن حجر، "ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل أحد بلسانه"، وذكر ابن حزم في كتابه (الإحكام في أصول الأحكام) كلاما نفيسا في المسألة، وقفت له عليه، عند حديثه عن (منشأ اللغات، أعن توقيف هي أم عن اصطلاح).


فقد قال: "وأما لغة أهل الجنة وأهل النار؛ فلا علم عندنا إلاما جاء في النص والاجماع، ولا نص ولا إجماع في ذلك، إلا أنه لا بد لهم من لغة يتكلمون بها، ولا يخلو ذلك من أحد ثلاثة أوجه، ولا رابع لها.


إما أن تكون لهم لغة واحدة من اللغات، القائمة بيننا الآن، وإما أن تكونلهم لغة غير جميع هذا اللغات، وإما أن تكون لهم لغات شتى، لكن هذه المحاورة التي وصفها الله تعالى؛ توجب القطع بأنهم يتفاهمون بلغة، إما بالعربية المختلفة فيالقرآن عنهم، أو بغيرها مما الله تعالى أعلم به".



اقرأ أيضًا..

كيف عالج الإسلام قضية التفرقة والتمييز بين الأبناء؟.. الشيخ حمادة طنطاوي يُجيب





الخلاصة


ونبه أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إلى أن حاصل هذا الأمر أن الخوض في مثلهذه الأمور مما لا يترتب عليه كبير فائدة في اعتقاد المؤمنين، وأنه لم يرد نص صحيحصريح في بيان لغة الحساب والسؤال في اليوم الآخر، وأن الحساب واقع للجميع، وهذا القدر متفق عليه في الاعتقاد.


وأوضح أنه فيما يتعلق بلغة الحساب فمما لم يلزمنا به الله ورسوله، وإن كنا نميل إلى أن كل إنسان يحاسب بلغته، استئناسا بكلام الحافظ ابن حجر، وبتصحيح الشيخ اللقاني لهذا الرأي، وعليه فالملكة اليزابيث وأمثالها سيحاسبون بلغاتهم التي كانوا يتكلمون بها في الدنيا، وإن كان لا يبعد في قدرة الله تعالى أن يخاطب الجميع بلغة واحدة، ويفهمه الجميع، ويجيب به الجميع، ويوم القيامة نعاين، وليس الخبر كالعِيَان 


ads