الأزهر الشريف يُنهي جدل "الست مش ملزمة": لا يليق معاملة الزوجة مثل الأجير
كشف الأزهر الشريف عن الأحكام الشرعية في العلاقات
الزوجية وما يلزم الزوجة وما لا يلزمها، وذلك ردًّا على ما أثير مؤخرا في عدد من
القضايا، لا سيما الجدل الكبير حول التريند المنتشر مؤخرًا "الست مش ملزمة".
وبيّن الأزهر الشريف الأحكام الشرعية المنظمة للعلاقات
الزوجية وحقوق كل من الزوج والزوجة، في بيان له عبر مركز الأزهر للفتوى، مؤكدًا على
أن فتح باب الخوض في الأحكام المتعلقة بالأسرة دون علم بالأحكام الفقهية والشرعية
سيؤدي لتفكك المئات من الأسر.
وشدد، في رده على الخائضين في أحكام
الأسرة، على أن الخوض في أحكام الأسرة بغير علم يشعل الفتن ويفسد الأسرة ويعصف باستقرار
المجتمع.
علاقة تكامل وليست نفعية
وأوضح الأزهر، أن العلاقة الزّوجية تكامُليّة، تقوم
على المودة وحفظ حقوق الرّجل والمرأة والطّفل، وليست نديّة أو نفعيّة، وأن أمومة
المرأة ورعايتها لبيتها وتخريجها أجيالًا صالحة للمجتمع رسالةٌ عظيمة، لا
تضاهيها رسالة، وادعاء دونية هذه الأدوار طرح كريه؛ يُقصد به تخلي المرأة عن أهم أدوارها
وتفكك أسرتها.
ولفت الأزهر، إلى أنه لا يليق بقدسيّة الزّواج ومكانة الزّوجة
فيه أن تُعامَل معاملة الأجير في أسرتها، بأن تُفرَض لها أجرة محددة نظير أعمال رعاية
أولادها وزوجها، وإنما على الزّوج واجب النّفقة بالمعروف لها ولأولادهما، وإفساد منظومة
الأسرة يؤذن بفساد المُجتمعات.
اقرأ
أيضًا..
الأزهر: احذروا الفتنة بين الأزواج.. والتستر خلف الحريات "فكر خبيث"
دور كل من الزوجين
ونوه الأزهر، إلى أنه للزوجين أن يتراضيا فيما بينهما على
أدوار ومهمات حياتهما وفق ما رأيا، وفي حال الاختلاف يرد الأمر المتنازَع فيه للشّرع
والأعراف المُستقرة التي لا تخالفه، والحقوقُ الزوجيةُ متشابكةٌ ومرتبةٌ على بعضها.
وحول دور كل من الزوج
والزوجة، قال الأزهر، إن عمل الرجل خارج المنزل خِدمة ظاهرة لزوجته وأهل بيته؛ حتى
يُوفّر لهم النّفقة، وأعمال المرأة المنزلية خدمة باطنة لزوجها وأبنائها؛ حتى يتحقّق
السّكن في الحياة الزّوجية.
ونبه الأزهر، إلى أنه جرى العرف بقيام المرأة على خدمة زوجها
وأولادها، وهو كالشَّرط المُلزِم، وتطوّع الرجل بمساعدة زوجته في أعمال المنزل سنةٌ
عن سيدنا رسول الله ﷺ، وإنفاق المرأة
على بيتها من مالها الخاص يُعدّ من تعاونها مع زوجها وحسن عشرتها له، وهو غير واجب
عليها.
حكم إرضاع الأم
وحول حكم إرضاع الأم أولادَها، شدد الأزهر على أنه واجب عليها
حال بقاء الزوجية إن لم يضرها الإرضاع واستطاعته، وهو عُرفٌ مُلزِم كالشرط، وتوفير
متطلبات الزوجة والأولاد واجب على الزوج بحسب يساره وإعساره.