المرأة الحديدية الجديدة.. من هي ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا؟

اقتنصت ليز تراس، وزيرة الخارجية البريطانية، زعامة حزب المحافظين في بريطانيا خلفا لبوريس جونسون، لتصبح بذلك ثالث امرأة تتولى ذلك المنصب في تاريخ المملكة المتحدة.

اختيار ليز تراس كخليفة لبوريس جونسون، الذي تنحى عن زعامة حزب المحافظين بعد تمرد داخل فريقه الحكومي، وحصلت على 57% من الأصوات، مقابل 43% لمنافسها وزير المال السابق ريشي سوناك، في انتخابات حزب المحافظين الحاكم، لتصبح زعيمة للحزب ورئيسة للوزراء.

ومن المنتظر أن تتسلم تراس منصبها رسميا اليوم الثلاثاء، بعد أن تعين من قبل الملكة إليزابيث في قلعة بالمورال في اسكتلندا، لأول مرة منذ حكمت بريطانيا.

نشاتها

ولدت تراس واسمها "ماري إليزابيث" في مدينة أوكسفورد، جنوب وسط المملكة المتحدة، في 26 يوليو عام 1975، لأسرة ذات قناعات يسارية؛ إذ كان والدها بروفسوراً للرياضيات وأمها ممرضة ومدرّسة وناشطة سياسية يسارية.

انتقلت ليز من اليسار إلى الوسط فاليمين؛ إذ شكلت رحلتها إلى أوروبا الشرقية في التسعينات من القرن الماضي «طفرة نوعية» في تكوينها السياسي؛ إذ التحقت بعد تخرجها من الجامعة بحزب المحافظين، معتبرة أن مارجريت ثاتشر تبنّت النهج الصحيح.

ليز تراس تعد ثاني امرأة تتولى وزارة خارجية بريطانيا وثالث امرأة في زعامة حزب المحافظين. فشلت ليز في الحصول على مقعد برلماني مرتين قبل أن تصبح نائبة عن ساوث ويست نورفولك، في عام 2010 وسرعان ما أصبحت ليز تراس شخصية مشهورة بين أعضاء حزب المحافظين وذلك بسبب آرائها التحررية في الاقتصاد والتجارة.

النقلة النوعية في مسيرتها السياسية جاءت مع تولي رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون، الذي عيّنها وزيرة دولة للبيئة والأغذية والشئون الريفية ما بين عامي 2014 و2016، فكانت أصغر وزيرة في الحكومة بعمر 38 سنة.

حقائب وزارية

تنقلت ليز بين الحقائب الوزارية المتعددة؛ إذ عُيّنت وزيرة للعدل في حكومة تيريزا ماي، وذلك قبل أن تدعم ترشح جونسون لخلافة ماي في منتصف 2019 لرئاسة حزب المحافظين، بعد استقالة تيريزا ماي.

في حكومة بوريس جونسون عُيّنت وزير دولة للتجارة الخارجية ورئيس مجلس التجارة، ووزيرة لشئون المرأة والمساواة في سبتمبر2019، ثم وزيرة دولة للشئون الخارجية وشئون الكومنولث والتنمية في 15 سبتمبر 2021؛ لتصبح أول وزيرة خارجية من حزب المحافظين، وثاني امرأة تجلس على هذا المقعد.

تراس تلقب بالمرأة الحديدية، إذ ظهرت أثناء زيارتها لجنود إنجلترا في إستونيا خلال نوفمبرالماضي، بسُترة عسكرية واقية وخوذة معارك معتلية دبابة؛ وانتشرت الصورة بوسائل الإعلام ومواقع التواصل على نطاق واسع وإلى جوارها صورة شبيهة لرئيسة الوزراء السابقة مارجريت ثاتشر.