قُتلت شقيقتها وعاشت بجوار العصابات.. سيرينا ويليامز تستدل الستار على مسيرة حافلة اعتلت فيها عرش التنس
تعد نجمة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز، واحدة من أبرز اللاعبات اللاتي اعتلين عرش رياضة التنس عالميا، لما قدمته من إنجازات كثيرة خلال مسيرتها الحافلة بالألقاب والإنجازات.
سيرينا ودعت
مؤخرا بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في التنس من الدور الثالث، بعد خسارتها
أمام الأسترالية أيلا تومليانوفيتش 7-5 و6-7 (4-7) و6-1 وقالت إنها لن تعيد النظر
في قرار اعتزالها "لكن لا أحد يعلم".
ووفقا لـ"يورو نيوز" فإن حاملة لقب 23
بطولة كبرى التي ستبلغ 41 عاماً في 26 سبتمبر، كانت قد أعلنت مطلع الشهر الماضي أنها
ستسدل الستار على مسيرتها قريباً دون إعلان الزمان، حيث أحرزت في 1999 بعمر
السابعة عشرة أول ألقابها الكبرى.
سيرينا انتقلت من
تعلّم كرة المضرب في الملاعب العامة لأحد الأحياء الذي تسيطر عليه العصابات، لتصبح
نجمة الأجيال وربما أعظم لاعبة في التاريخ.. وأعلنت بعد خروجها من الدور الثالث
لبطولة الولايات المتحدة، أنها تتجه على الارجح نحو الاعتزال بعد مسيرة زاخرة
بالألقاب.
أيقونة رياضة
وأصبحت الأمريكية
الإفريقية أيقونة في رياضة يهيمن عليها ذوو البشرة البيضاء.. فازت بـ23 لقبًا في
البطولات الأربع الكبرى وحطمت العديد من الارقام وحققت الإنجازات بعزم قوي مثل
الطاقة التي تولّدها تسديداتها على أرض الملعب.
كانت سيرينا
وشقيقتها فينوس، الفائزة بسبعة ألقاب كبرى، المنتجتين المنفذتين لفيلم "الملك
ريتشارد" (كينغ ريتشارد) الذي يروي قصة والدهما ريتشارد ويليامز الذي علّمهما
كرة المضرب أثناء نشأتهما في شوارع كومبتون القاسية بولاية كاليفورنيا.
سيرينا قالت بعد فوزها بلقب بطولة الولايات
المتحدة المفتوحة عام 2013 "ما زلت مجرّد تلك الفتاة التي تحمل المضرب وتحلم
وأنا ألعب من أجل ذلك".
وكانت بالفعل
على قدر هذه الأحلام وتوجت بلقب ويمبلدون وبطولة أستراليا المفتوحة سبع مرات،
ثلاثة ألقاب في رولان غاروس وستة في الولايات المتحدة، ووقفت على بُعد لقب واحد من
معادلة الرقم القياسي للبطولات الكبرى الذي تحمله الأسترالية مارغاريت كورت.. وفازت
بلقبها الاول الكبير في نيويورك عام 1999 في سن السابعة عشرة والاخير في العام
2017 في أستراليا عندما كانت حاملاً بابنتها أولمبيا.
تنجب طفلتها
اللاعبة أنجبت
أولمبيا في سبتمبر 2017 وأمضت ستة أسابيع طريحة الفراش بعد انسداد رئوي، لكنها
كافحت للعودة إلى الملاعب بعد خمسة أشهر في منافسات الزوجي في كأس الاتحاد (كأس
بيلي جين كينغ حاليًا) الى جانب فينوس.
ويليامز،
المتزوجة من أليكسيس أوهانيان مؤسّس موقع "ريديت"، أكملت مرتين ما بات
يُعرف بـ"سيرينا سْلام" أي الفوز بأربعة ألقاب كبرى تواليًا وفعلت ذلك
في 2002-2003 بدءًا من بطولة فرنسا المفتوحة ومرة أخرى في 2014-2015 بدءًا من
بطولة الولايات المتحدة المفتوحة.
وحققت البطولات
الأربع الكبرى جميعها في عام واحد، لكنها منيت بمفاجأة بسقوطها أمام الإيطالية
روبرتا فينتشي في نصف نهائي الولايات المتحدة المفتوحة 2015.
سيرينا قالت: "لم
أرد أبدًا التركيز على الأرقام. بدأت لعب التنس ليس لأكون الأفضل ولكن فقط لأنه
كان لدي مضرب وحلم. الآن يقول الناس إنني قد أكون (الأعظم)، لكن بالنسبة لي، لم
أصل بعد.. لاعبات مثل كريس إيفرت ومارتينا
نافراتيلوفا وشتيفي غراف، هن بالنسبة لي الأيقونات الأعظم في تاريخ تنس السيدات".
اقرأ
أيضًا..
بعد ذهبية الكومنولث.. إيقاف العداءة نوكوتشا
صراعات ومعاناة
واجهت العديد من
الصراعات والمعاناة. قُتلت شقيقتها من والدتها وأب آخر، ييتوند برايس، برصاصة في
عام 2003 عن عمر يناهز 31 عامًا على يد أحد أفراد العصابة في مسقط رأسهم في
كومبتون. كانت المساعدة الشخصية لسيرينا.
تعرّضت لإصابة
في قدمها بعد أن وطأت على زجاج مهشم في أحد المطاعم الألمانية بعد أيام من فوزها
ببطولة ويمبلدون عام 2010، فاحتاجت إلى عمليتين جراحيتين وقضت 20 أسبوعًا وهي
ترتدي حذاء الجبيرة، وهي حادثة اعتبرتها السبب في تعرضها لجلطات دموية في رئتيها
في عام 2011 هددت حياتها. غابت لمدة عام تقريبًا وعن ثلاث بطولات كبرى.
قالت سيرينا في
عام 2011 إن الأطباء "قالوا إن لدي جلطات في كلا الرئتين. يموت الكثير من الناس
بسبب ذلك لأنكم لا تلاحظون.. لم أستطع التنفس، لقد اعتقدت بصراحة أنني كنت في حالة
سيئة.. كان من الممكن أن ينهي ذلك مسيرتي، وأن
يحدث شيئًا كهذا بشكل عشوائي وأنت في قمة مسيرتك أمر صعب، وهذا يجعلني حقًا أقدّر
الأشياء".
نسبت ويليامز
الفضل في نجاحها إلى عمل والدها وتمسّكت به حتى بعد انفصال والديها.