قرار تاريخي في الأمم المتحدة ينتصر لضحايا الاغتصاب
تبنت الجمعية العامة للأمم لامتحدة قرارًا تاريخيًّا، بشأن وصول الناجين من العنف الجنسي إلى القضاء، وذلك بعدما نجح ضحايا الاغتصاب في تمرير رسالتهم في الأمم المتحدة والتي جاءت تحت شعار "اغتصابي مهم جسدي مهم".
ووفقا لوكالة
أنباء "فرانس برس" ففي نص اعتمد بتوافق الآراء، قالت الجمعية العامة
إنها تحث الدول على اتخاذ تدابير فعالة في إطار أنظمتها القانونية الوطنية ووفقا
للقانون الدولي لتمكين الضحايا والناجين من أعمال عنف جنسية من
الوصول إلى القضاء وسبل الطعن والمساعدة.
ويؤكد القرار
الذي استقبل بهتافات فرح وتصفيق، خصوصا على أهمية وصول الضحايا إلى القضاء
"بسرعة ومن دون عراقيل"، وضرورة "تعزيز" التعاون الدولي
وأهمية حماية حقوق المرأة بشكل عام.
قرار مستقل
أماندا نغوين
مؤسسة المنظمة غير الحكومية "رايز" التي تناضل من أجل هذا النص منذ
سنوات لإسماع أصوات "1,3 مليار ناج من اعتداءات جنسية في جميع أنحاء
العالم" قالت: إن الجمعية العامة لم تصدر يوما قرارا مستقلا يعترف بالاغتصاب
في وقت السلم.
الناشطة صاحبة
الـ 30 عامًا، أضافت أردت أن أصبح رائدة فضاء ولم أرغب في أن أكون ناشطة ولكنني هنا
والملابس التي كنت أرتديها عندما تعرضت للاغتصاب معروضة هنا. وأكدت أنه "يوم
تاريخي".
ومنذ منتصف
يوليو عرضت 13 قطعة من سراويل طويلة وقصيرة وفساتين وحتى ملابس السباحة لفتيات
صغيرات على دمى عارضات في ردهة المقر العام للأمم المتحدة.. ويهدف المعرض الذي حمل عنوان
"ماذا كنت ترتدي؟"، إلى إدانة تحميل ضحايا الاعتداءات الجنسية مسئولية
ما حدث.
وباسم الاتحاد
الأوروبي، أشاد السفير التشيكي ياكوب كولهانيك بـ"تصميم" منظمات الناجين
على "الدفع قدما" باتجاه تبني القرار.. وقالت "بمعزل عن الصدمة بحد
ذاتها يواجه الناجون غالبا حواجز غير مقبولة في الحصول على المساعدة والعدالة
والتعويض".
اقرأ
أيضًا..
خطة القومي للطفولة والأمومة للقضاء على التحرش الجنسي للأطفال.. تعرفي عليها
المزيد من الجهود
من جانبه قال الممثل الأمريكي جيفري ديلورينتيس خلال المناقشة: "نحن نعلم أنه يجب علينا بذل المزيد من الجهود للقضاء على العنف الجنسي في العالم"، مؤكدا أن "هذا القرار التاريخي يقربنا من الهدف.. لكنه أشار إلى أن النص "لا ينص على حقوق أو واجبات في القانون الدولي".
لكن أماندا نغوين رأت أنه حتى إذا كان يمكن اعتبار قرار الأمم المتحدة "رمزيا"، فهو يشكل "رمزا قويا لأننا هنا نصرخ ونقول إن اغتصابنا مهم وعليكم الاعتراف بذلك".
من جهتها، قالت
الأمريكية جيسيكا لونغ (43 عاما) التي تعرضت لاعتداء خلال رحلة إلى الخارج إن
"كل ضحايا الاعتداءات الجنسية أو الناجين منها مهمون".. وأضافت أنها لم
تتمكن يوما من فرض الاعتراف بحقوقها.
زأضافت، "نحن نقاتل معكم والعالم يقاتل معكم"، معبرة عن شعورها بـ"التميز" لأنها تستطيع أن "تكون صوتا لمن ليس لديهم أي صوت بسبب سنهم وجنسهم وعرقهم وحيث ولدوا".
وعبر العديد من
المدافعين عن النص الذي قدمته سيراليون بدعم من خمسين دولة، عن أملهم في أن يتم
اعتماده من دون أدنى تحفظ من جانب كل الدول الأعضاء.
وصمة عار
وقالت أماندا نغوين: "نطلب من الناس ألا يدركوا فقط أنه يجب إزالة وصمة العار المترتبة على الاغتصاب بل أن ينظروا في المرآة ويسألوا أنفسهم: ماذا فعلت حيال ذلك؟".
وأضافت: "نحن أكثر من مليار شخص على هذا الكوكب لم يتم الاعتراف بهم هنا"، مؤكدة
"اليوم تم ذلك".