علماء الدين: إرضاع الأم لأطفالها واجب شرعي وقانوني دون أجر
من الواضح أن الأيام
المقبلة سوف تظهر حقوقا لم نكن نعرفها للمراة، فمنذ يومين كان الحديث على عدم خدمة
الزوجة لزوجها أو القيام بالواجبات المنزلية، واليوم ظهر الحديث عن أن زوجة غير
ملزمة بإرضاع أبنائها.
تصريحات مثيرة
وكانت المحامية نهاد
أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، قد كتبت عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك": "المرأة غير ملزمة بإرضاع أبنائها".
وقالت في منشورها: "اللى عايز يثني ويثلث يدفع اللي عليه، ونبدأ
بأجر الرضاعة، وأظن الكل عارف أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمه لم ترضعه وكان ليه مرضعة، وياريت ما اسمعش معارضة لكلام ربنا..
اسغفر الله العظيم".
ردود علماء الدين
من جانبه، قال
الدكتور حسين عبد المطلب، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الإسلام قد أوجب على الأم أن تقوم بإرضاع أبنائها طالما
أنها معافاة وسليمة ولا يوجد لديها أي عذر يمنعها من ذلك كأن تكون مريضة.
وبين
أستاذ الشريعة، بأن الرضاعة من الأم ليس تكرما منها على الأبناء، بل هو واجب تفرضه
الفطرة السليمة، ويفرضه الدين الذي يحمي حقوق الصغار.
واستدل
عبد المطلب بقول الله تعالى: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ
كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ
وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".
آراء
فقهية أخرى
واستطرد
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر قوله، بأن هناك بعض الآراء التي تقول بإرضاع
الأبناء بأجرة وهو مذهب الشافعي والحنبلي، بينما الحنفية والمالكية يقولون بأن الشرع أوجب على الأم الرضاعة، ولا أجر على
هذا لأنه واجب عليها.
الرضاعة في حالة الانفصال
وكانت لدار الإفتاء
فتوى سابقة عن حكم إلزام الأم بإرضاع أبنائها في حالة الانفصال من الزوج، حيث أكدت
الدار في فتواها، أن من حق الطفل أن يتم إرضاعه مادام في حاجة إلي ذلك، وما زال في سن الرضاع.
وأوضحت
الدار، أن الفقهاء اختلفوا فيما بينهم على من يجب عليه إرضاع الطفل في حالة حدث انفصال
بين الزوجين وكانت هناك قضايا مرفوعة امام الجهات المختصة.
وبينت
الدار، أن الرأي الراجع في هذا الوضع أنه يجب في هذه الحالة على الرجل أن يوفر مسترضعة
لولده، ولايجب على الأم في هذه الحالة الإرضاع، كما أنه ليس للزوج إجبارها على الإرضاع، سواء اكانت الزوجة
مازالت في عصمته أم بائنة منه.
حالات واجبة فيها
الرضاعة
وأوضحت
الدار، بأنه يجب على الأم إرضاع ولدها في حالات معينة، ومنها أن الأب لم يستطع توفير
مرضعة للطفل، أو إذا لم يتقبل الطفل غير أمه، أو لم يكن الأب يمتلك المال لتوفير مرضعة
لابنه.
وشددت
الإفتاء على أنه يجب على الأم إرضاع الطفل باللبن في شهوره الأولى، وذلك لأن الطفل
لايستغنى عنه.
وأشارت
دار الإفتاء، إلى رأي المذهب الحنفي والذي عليه الزواج في مصر، أنه يقول : "الأم
يجب عليها شرعًا إرضاع أبنها وهذا بحكم الشرع لا القضاء، وأنهم يرون أن هذا الحكم لايختلف
سواء أكانت الأم هنا مطلقة أم في عصمة الأب".