الإفتاء والأزهر: الملائكة تلعن المرأة التي تهجر فراش زوجها في تلك الحالات
جدل جديد أُثير مؤخرًا عن لعنة الملائكة للزوجة التي تهجر فراش زوجها، فالبعض يرى أحقية الزوج في طلب زوجته للفراش في أي وقت، مدعين أن هذا حقه الشرعي.
بينما الآخرون يرون أن الزوجة باعتبارها أنثى متقلبة المزاج بطبعها، فلا ينبغي إجبارها دون رضاها على العلاقة الزوجية، مدعين أن من يفعل هذا فهو بمثابة اغتصاب زوجي.
أصبحت المسألة في حاجة للتدخل من المؤسسات الدينية لبيان الرأي الفقهي والشرعي في جميع هذه المسائل.
حالات لا تلعن الملائكة فيها المرأة الهاجرة للفراش
الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قال في محض إجابته عن سؤال ورد اليه حول مدى صحة لعنة الملائكة للزوجة الهاجرة للفراش، فقال ن هناك حالات لا يكون فيها لعن للزوجة.
وتابع الوارداني، قائلا: "فمثلا لو هناك خلاف بينها وزوجها فبالتأكيد نفسيتها لا تستطيع أن تؤدي حق زوجها، نحن بذلك نكلفها فوق طاقتها، والله تعالى يقول "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا".
واستطرد قائلا: "هذا ما نراه فى الإرشاد الزواجي، فقد قالت لنا إحدى الزوجات ذات مرة : هو دا الدين اللى عندكوا إن أنا نفسي تتكسر بهذه الطريقة، انا شايفة زوجي بيهني ويشتمني".
وأشار الورداني، إلى أن المرأة التى تمتنع عن زوجها وتستخدم هذا الأمر بشكل من أشكال العقاب له رغم أنه لم يفعل شيئًا مؤذيًا لنفسيتها ومخلصًا معها، فهى بذلك تعرضه للفتنة وهذه مشكلة كبيرة، أما إن كانت مريضة صحيًا ولو فعلت هذا الأمر ربما تصاب باضطراب نفسي فلا يكلف الله نفسا الا وسعها.
متى تكون لعنة الملائكة للزوجة الهاجرة؟
وأوضح الورداني، أن معنى لو بات الزوج غضبانًا على زوجته تلعنها الملائكة ليس أن المرأة لو باتت حزينة ومنكسرة لا يحاسب الزوج، قائلًا إن لهن مثل الذي عليهن بالمعروف، فلو كسر الزوج قلب زوجته يكون أيضًا ظالمًا.
وقال أمين الفتوى، إن الحديث يعني أن يكون الزوج غضبانًا لعصيانها في أمر كان فيه "طاعة" أو شيء يصلح المنزل ويجعله سعيدًا فعصته، وفي هذه الحالة تلعنها الملائكة.
هل يلعن الرجل الهاجر للفراش؟
وبين أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه وفقا لقوله تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، فإن من يترك زوجته تنام مقهورة فهو ظالم ومرتكب كبيرة، ويكفيه أنه مرتكب كبيرة وهي كبيرة الظلم.
حكم الاغتصاب الزوجي
كان للأزهر الشريف، رأي أيضا فيما يتعلق بلعنة الملائكة للزوجة هاجرة فراش زوجها، وظهور مصطلح "الاغتصاب الزوجي"، حيث قال مركز الأزهر للفتوى، إن الحديث الخاص بلعنة الملائكة للزوجة الهاجرة ليس دليلا على جواز إيذاءِ الزوجة؛ جسديًّا أو نفسيًّا.
وأشار المركز، إلى أن الحقوقُ الزوجيةُ مرتبطةٌ ومتشابكةٌ ومرتبةٌ على بعضها، وحديثُ رسولِ الله المذكور موجّهٌ للحياة الزوجية المستقرة التى لا يُفرّط فيها أحدُ الزوجين فى حقوق صاحبه.
وشدد على قصر فهمِ مسألةٍ متعددةِ الأوجهِ والأحوالِ على نصٍّ واحدٍ، وإسقاطُه على جميع حالاتها غيرِ المتشابهة؛ منهجُ فهمٍ خاطئٌ مُخالفٌ لقواعدِ العلمِ الصحيحةِ، فقد نهى الشرعُ الشريفُ أن يُفرِّط أحدُ الزوجين فى الحقِّ الإنسانى للآخر، أو فى علاقتهما.
واختتم مركز الأزهر، قائلا: إن الذى يحصلُ به مقصودُ الزواج من المودةِ والرحمةِ والإعفافِ وإعمارِ الأرض، وينهَى الشرع عن إلحاقِ أحدِ الزوجين الضررَ بصاحبه، سواء أكان الضررُ حِسِّيًّا أم معنويًّا، لقول النبي: «لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ».
اقرأ أيضًا..