الأزهر والإفتاء: التحرش الجنسي بالأطفال جريمة دينية وأخلاقية كبيرة ويجب معاقبة المتحرش
لا شك أن التحرش الجنسي آفة اجتماعية
خطيرة، لا يصح أن تكون بين شباب المسلمين، وذلك لخطورة هذه الجريمة على الأخلاق
وتعاليم الفطرة السليمة، خاصة إذا كان التحرش الجنسي يستهدف الأطفال، فهذا فعل
دنيء ينم عن دناءة من يرتكبه.
ولهذا، فإن المؤسسات الدينية، قد بينت
الرأي الشرعي السليم في هذه القضية الاجتماعية الخطيرة، وأكدت أنها ظاهرة
كريهة، ومنافية للشرع والفطرة الإنسانية، ومرتكبها قد جاء بفاحشة وذنب عظيم.
رأي الأزهر في التحرش الجنسي بالأطفال
البداية مع الأزهر
الشريف، والذي أكد أن التحرش الجنسي بالأطفال هو سلوك منحرف محرم، تأباه
النفوس السوية وتجرمه الشرائع والقوانين كافة.
وشبه الأزهر
التحرش الجنسي بالأطفال بأنه السُّعَار المحموم والمذموم الذي بات ينتشرُ واقعيًّا
وافتراضيًّا، يستوجب أشد العقوبات الرادعة، وتجريمه يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من
أي شرط أو سياق.
وأشار الأزهر
الشريف، إلى أن التحرش بالأطفال ظاهرة كريهة منافية للإنسانية والسَّلام والمروءةِ
وكمالِ الرجولةِ، مهيبًا بالمجتمع تشديد الرقابة على المتحرشين والإبلاغ عنهم،
وتوعية الأطفال بأفعال المتحرشين الإجرامية.
وطالب الأزهر،
مؤسسات المجتمع بضرورة رفع الوعي بجريمة التحرش كسلوك مشين يستوجب مواجهته بشكل
صارم، مطالبًا بمواجهة هذه الظاهرة من خلال المناهج الدراسية وتناولها في الإعلام
ووسائل التواصل الاجتماعي وأماكن تواجد الأطفال بطريقة تناسب طبيعة المرحلة
العمرية للطفل.
وشدد الأزهر، على
ضرورة دعم الأطفال وأسرهم في المطالبة بحقوقهم، وتفعيل القوانين الرادعة
للمتحرِّشين والتصدي للجريمة، وتضييق الحصار على المتحرشين صيانة للقيم وحماية
للطفل.
حكم التحرش الجنسي بالأطفال
ومن جانبه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن التحرش الجنسي بالأطفال يعد انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية في المجتمع، فهو
قتلٌ للطفولة، وانتهاكٌ للبراءة، وهو أيضًا إلى كونه فعلًا فاحشًا هو غدرٌ وخيانةٌ.
وعلل ذلك، لأن
الصغير لا يَعِي ولا يَفهَم ما يَقعُ عليه، كما أنَّ أهل الصغير لا يَتَحَرَّزُون
مِن تَركِهِ مع الكبار؛ لأن الأصل أنه غير مُشتَهًى، واشتهاؤه إنما هو على خلاف
الفطرة السليمة، فلا يصدر هذا الفعل إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة
التي تَتَوجَّه همَّتُها إلى التلطُّخ والتدنُّس بأوحال الشهوات بطريقةٍ بهيميةٍ،
وبلا ضابطٍ عقليٍّ أو إنسانيّ.
وشدد المفتي،
على أن التحرش بالأطفال هو من أفعال الفحش التي يُبغضُ اللهُ عزّ وجلّ صاحبَها،
وصدر بشأنها الوعيد الشديد في الشرع الشريف؛ فقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ
اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء»، وقال أيضا: "إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ
الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ".
وأوضح المفتي
أنه على أُولِي الأمر أن يتصدوا لهذه الجريمة النَّكراء بكلِّ حزمٍ وحسمٍ، وأن
يأخذوا بقوةٍ على يدِ كلِّ مَن تُسَوِّل له نفسُه تلويث المجتمع بهذا الفعل
المُشِين.
مفهوم التحرش في الشرع
ونبه المفتي،
إلى أن مفهوم "التحرُّش الجنسي بالأطفال": هو جعل الطفل محلًّا لوقوع
أفعال وسلوكيات جنسيَّة عن طريق التلامس، أو غيره من الحواس كالسمع والبصر، وسواءٌ
أكان يفهمها أو يعيها، أو لا.
ونوه إلى أن من
أنواع التحرُّش الألعاب الجنسية، والاتصال الجنسي الذي يتضمن المداعبة بكافة
أشكالها، إضافة لتعريض الطفل للمشاهد الإباحية، أو وضعه فيها، أو استخدام الطفل
لإشباع الرغبات الجنسية لبالغٍ أو مراهقٍ.
عقوبة المتحرش بالأطفال
وحول عقوبة
المتحرش الجنسي سواء بالأطفال أو الكبار، فقد أوجبت الشريعة الإسلامية بالحكم على
المتحرش بأنه ارتكب أمر محرم، وعقوبة هذا الفعل اختيارا التعزير ويقدره الإمام.
لكن في وقتنا
الحالي فالعقوبة المقررة تكون وفقا للقانون، والذي يقول بأن عقوبة التحرش الحبس
مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز أربع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا
تزيد على مائتي ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
كما تغلظ
العقوبة إلى الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل
عن مائتي ألف جنيه ولا تزيد على ثلاث مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين،
إذا تكرر الفعل من المتحرش.