دينا الكفراوي تكتب: أكاذيب سحر الجعَّارة
حاولت "سحر الجعارة" أن تصطنع بطولة يوم
الأربعاء الماضي، ولكنها فشلت كعادة التنويريين الجدد دائمًا؛ حيث يدفعهم سوء
النية إلى التردي في فخ الكذب والتضليل، ويورطهم الجهل في إثارة السخرية منهم.
افتعلت "الجعارة"-التي تقدم نفسها ضمن قطيع التنويريين الجدد- أزمة مفتعلة؛
بسبب سوء النية المتعمد والجهل المركب. ولأن التنويريين الجدد يتنفسون الكذب
والجهل معًا، فإن "الجعارة-التي تمتلك من اسمها حظًا موفورًا، لم تكلف نفسها
عناء الاعتذار والأسف عما بدر منها، وهو كثير جدًا.
اجتزأت "الجعارة" بعض الكلمات من سياق حديث
طويل لنقيب أطباء القاهرة الأستاذ الدكتورة شيرين غالب أمام طالبات كلية الطب
بجامعة الأزهر الشريف "فرع أسيوط"، عندما أكدت أنه يجب على المرأة –مهما
كانت ناجحة- أن تولي بيتها وزوجها وأولادها اهتمامها الأول؛ باعتبارهما عمود
الخيمة لتنشئة أسرة مستقرة وناجحة.
لم تتحرَّ "الجعارة" الدقة ولا الصواب قبل أن
تشتبك كعادتها مع الدكتورة "شيرين"، ولم تستبنْ ماذا قالت بالضبط، ولكن
لأنَّ النية سيئة من الأساس، فإنها تجاوزت جميع المعايير والضوابط الحاكمة في مهنة
الصحافة والكتابة، واتخذت من كلمات مبتورة منسوبة إلى الدكتورة "شيرين"
مطية للاشتباك مع جامعة الأزهر الشريف، واتهمتها بالرجعية والتخلف، وطالبت بوقف
دراسة الطب في جامعتها العريقة التي يصعد أبناؤها وأساتذتها كل عام إلى منصات
التتويج الدولية ويحصلون على أرفع الجوائز العلمية؛ تقديرًا لنبوغهم وإسهاماتهم
العلمية في خدمة الإنسانية، وهو ما يتعامى عنه التنويريون الجدد ولا يكتبون عنه
حرفًا واحدًا، في الوقت الذي يحتفون فيه بكل ما يخاصم الإسلام ويتصادم مع مكارم
الأخلاق، ويتعاركون مع الأزهر الشريف من طرف واحد؛ باعتباره حصن الإسلام الوسطي،
وهو ما يثير حفيظتهم وحقدهم وغضبهم.
لو كلفت "الجعارة" نفسها عناء متابعة كلمة
الدكتورة "شيرين غالب" بالكامل، لما توصلت إلى هذه القناعة الشيطانية
الصبيانية الساذجة المدلسة؛ فالدكتورة "شيرين" صاحبة مسيرة علمية رائعة،
وتم تكريمها محليًا وعالميًا، ورغم ذلك أكدت لبناتها الطالبات، أنها لم تتخل يومًا
عن أسرتها وأولادها، وأن النجاح الحقيقي هو أن توفق الزوجة-مهما كانت مكانتها
العلمية- بين عملها وأسرتها. الدكتور شيرين غالب لم تطلب من الطالبات اعتزال الطب
مبكرًا والجلوس في البيت؛ انتظارًا لـ"ابن الحلال"، هذا لم يحدث، لكنها
تريد أن تؤسس منهجًا تربويًا وأخلاقيًا مهمًا وهو الاهتمام المستمر ببناء الأسرة
واستقرارها؛ باعتبار ذلك سبيلاً مضمونًا لمجتمع سليم لا يعاني من طفرات سنوية في
أرقام ومعدلات الطلاق وخراب البيوت. "الجعارة"، ومن على شاكلتها من جمهورية "الفيمنست"
وصاحبات شعار: "سترونج اندبندنت وومن"، لا يفقهن كثيرًا في استقرار الأسر
وتربية الأبناء وتنشئتهم نشأة أخلاقية واجتماعية سليمة، ولكنهن يؤسسن لحالة من
الفوضى العارمة. أما المعلومة الأخطر والأهم يا ست "جعارة" فهي أن
الدكتورة شيرين غالب لا علاقة لها من قريب أو بعيد بجامعة الأزهر الشريف وليست من
خريجاتها ولا أساتذتها، ولكنها –ولخيبتك القوية- أستاذ الطب الشرعي والسموم بكلية
الطب جامعة القاهرة!! جعَّري بعيد يا "جعارة".