بعد ارتفاع نسب الطلاق لـ14.7 %.. علماء الدين يحللون الظاهرة، ويقدمون حلولاً
بات"
الطلاق" مشكلة تؤرق المجتماعات العربية، خاصة المجتمع المصري؛ حيث تزداد
النسب منذ زمن طويل رويدًا رويدًا، إلى أن وصل الأمر إلى ارتفاع نسب الطلاق بطريقة
غير متوقعة، حيث صدر عن جهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، نشرة حول عدد حالات الطلاق
فى مصر، وقد أظهرت النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2021، أن عدد عقود
الزواج بلغ 880 ألفا و 41 عقداُ عام 2021 مقابل 876 ألفا و 15 عقدا عام 2020 بنسبة
زيادة طفيفة قدرها 0.5٪، بينما بلغ عدد حالات الطلاق 245 ألفا و 777 حالة مقابل
222 ألفا و 36 حالة بنسبة زيادة قدرها 14.7%.
علماء الدين يوضحون الأسباب والعواقب
أكد
د. مختار مرزوق، عميد كلية الشريعة بأسيوط بجامعة الأزهر، أن نسب الطلاق في مصر
مرعبة ونحتاج إلى وعى مجتمعى لمواجهتها، للحد من هذه الظاهرة الهدامة التى أصبحت
أمرًا مستساغًا لدى الفتيات والشباب؛ حيث تحدث حالات طلاق كثيرة لأسباب هينة، وذلك
نتيجة لعدم وعي الزوجين ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وانشغالهم الدائم
بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ورغبة كل منهم في فرض شخصيته والتحكم في الطرف
الآخر، فتبدأ الخلافات الزوجية وتنتهي غالبًا بالطلاق.
اقرأ
أيضًا..
د. مهنى: الزواج ميثاق غليط
أضاف
د. محمود مهني، عضو هيئة كبار علماء، أن الزواج ميثاق غليظ يجب الحفاظ عليه قال
تعالى" وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا"، كما أن الزواج آية من
آيات الله عز وجل قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ
أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً
وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وأن قسم الله عز وجل بالذكر والأنثى دليل على أن كلا
منهما لا يستطيع الاستغناء عن الآخر قال تعالى: "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ
وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ".. لافتًا إلى
ضرورة عمل دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج، لتساهم بشكل فعلي في الحفاظ على هذا
الميثاق والقضاء على الخلافات الزوجية خاصة في ظل ارتفاع نسب الطلاق، ويجب دعمها
من المؤسسات الإعلامية وإلزام كل مأذون شرعي بأن يشرح أثناء عقد قران أي زوج
وزوجة ما لهما من حقوق وما عليهما من واجبات، حتى يعلما أسس الزواج الصحيح قبل أن
يجمعهما بيت واحد.
أسباب الطلاق
أشار
إلى أن الطلاق يحدث غالبًا بسبب عدم تحمل الفتاة المسئولية وعدم معرفة الشاب كيف
يُعامل زوجته، فالفتاة تربت في بيت أهلها ولم تكن تعتاد على تحمل أعباء المنزل
فدائمًا تسعادها أمها وأخواتها، وبعد الزواج تتحمل مسئولية بيت وزوج؛ مما يجعلها
منزعجة؛ ولذلك يجب على الزوج أن يُساعدها قدر المستطاع حتى تطمئن وتعتاد على هذه
المسئولية رويدًا رويدًا.