الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أم محجن.. الصحابية التي غضب النبي من أجلها

الأربعاء 24/أغسطس/2022 - 10:50 م
هير نيوز

أم محجن.. صحابية جليلة، كان أول ظهور لها بالمسجد النبوي في المدينة المنورة، عرف عنها خدمتها بتنظيف المسجد وكنسه وإعداده، لم يعرف لها دار تعيش فيه سوى المسجد النبوي.


عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بوفاتها، غضب غضبا شديدا وعنف صحابته لأنهم لم يخبروه، وقال قولته النبوية الشريفة: "أفلا كنتم أخبرتموني؟ أما علمتم أن من صليت عليه عند موته وجبت عليه شفاعتي يوم الدين، وطالبهم بأن يدلوه على قبرها، فدلوه وصلى عليها وهي في قبرها".



من هي أم محجن ؟

لا أحد من المؤرخين يعرف اسمها الحقيقي، ولكن قيل إنها السيدة أم علقمة رضي الله عنها وأرضاها، وقال عنها يحيى بن أبي أنيسة في "تمييز الصحابة" إنها "هي علقمة بنت مرثد"، ومرثد كان رجلا من أهل المدينة؛ وكان أهل المدينة يقولون لها محجنة تقمُّ المسجد.


وكانت سيدة ذات بشرة سوداء فقيرة مسكينة، ذات بنية ضعيفة، ولعل هذا ما جعلها تحظى باهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان يهتم كثيرًا بأمرها، ولم يكن يقطع سؤالاً عنها قط ليتأكد أنها بخير.



فقيرة تعيش في المسجد النبوي

كانت الصحابية الجليلة أم محجن، تعيش في عهد النبي، وكانت كبيرة في السن، عرفت بالتقوى والإيمان الشديدين، وكانت تقوم بتنظيف المسجد النبوي لوجه الله تعالى، وكانت تعيش في المسجد النبوي من كثرة ملازمتها له، وكانت تحضر الصلوات مع نساء المدينة.


ورغم أن أم محجن كانت غير عربية، إلا أنها تواجدت بشكل دائم في المسجد، وكانت تقطن بأحد البيوت الفقيرة في حي من أحياء العرب بالمدينة المنورة.



أم محجن والوشاح الأحمر

كانت في الحي الذي تسكن فيه أم محجن عروس تتجهز في يوم عرسها، وفي أحد الأيام اتهمت تلك العروس أم محجن بسرقة وشاحها الأحمر، وفيه بعض اللحم.


ووقع الاتهام على المرأة العجوز، فذهبت إلى بيت الله تبكي وتصلي وتتضرع إليه أن يكشف الحقيقة، فاستجاب لها الله عز وجل، وأتت الحدأة لتلقي بالوشاح بين من اتهموها بالسرقة، ليظهر الحق.


وبعد هذه الواقعة آثرت أم محجن على نفسها أن تبقى إلى جوار مسجد النبي تخدمه وتنظفه بعد أن غادرت الحي الذي سكنته، وهي تردد هذا البيت:

ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا … ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني



وفاتها

ذكر الإمام النسائي عن أبي أمامة، قال: «اشتَكَتِ امرأةٌ بالعَوالي مِسكينةٌ فَكانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يسألُهُم عَنها، وقالَ: إن ماتَت فلا تدفِنوها حتَّى أصلِّيَ عليها، فتوُفِّيَت، فَجاءوا بِها إلى المدينةِ بعدَ العتَمةِ، فوجدوا رسولَ اللَّهِ قد نامَ، فَكَرِهوا أن يوقِظوه، فصلَّوا علَيها ودفَنوها ببقيعِ الغَرقدِ".


فلما أصبح رسول اللَّهِ جاؤوا فسألهم عنها، فقالوا: قد دفنت يا رسولَ اللَّهِ، وقد جِئناكَ فوجدناكَ نائمًا، فَكَرِهْنا أن نوقظَكَ، قالَ: فانطلِقوا، فانطلقَ يَمشي ومَشوا معَهُ حتَّى أروهُ قبرَها، فقامَ النبي وصفُّوا وراءَهُ فصلَّى علَيها وَكَبَّرَ أربعًا.


اقرأ أيضًا..

أم حبيبة.. طلب النبي يدها من النجاشي جبرًا بخاطرها


ads