الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

داليا السبع تكتب: هل حقًّا ارتفع معدل الجريمة بمجتمعاتنا؟!

الثلاثاء 23/أغسطس/2022 - 03:16 م
هير نيوز

عندما نستمع للآراء والأفكار المتداولة والدوافع الكثيرة الحادثة في المجتمع اليوم من تعديات وقتل وترهيب وغيرها من الأمور التي لا يقبلها الإنسان العادي الطبيعي، بمعنى أوضح الذي "يُعملُ عَقلهُ ويتدبر ما حوله" فلم يخلق الله لنا العقل لنوقفه بكبسة زرٍ وكأنك تطفئ جهاز حاسوب، فهنا يقف العقل ليتفكر ويستبين ويستوضح الأحداث المجتمعية ومجريات هذه الأمور، ما أسبابها ودوافعها وأطرافها وعلاقاتهم ببعضهم البعض، لكنك بعد البحث والمتابعة تتعجب هل هذا فقط يحدث الآن في عصرنا؟ أم قديم الحدوث، هل حقاً ارتفع معدل الجريمة والتعدي بمجتمعاتنا؟

العقل الواعي يدرك بأن هذه الأفعال كانت منذ بدأ الخليقة، منذ قتل قابيل لأخيه هابيل أول جريمة قتل بشرية، نعلم دون الخوض في التفاصيل الدينية التي نتركها لأهلها من العلماء والفقهاء، ولكني أتحدث عن أن الجريمة "ملازمة لتغيب العقل عمداً" هذه الجريمة يرتكبها الجاني في حق نفسه أولاً قبل الإقدام على فعلته الشنيعة تجاه شخص آخر، التي لا يقرها عقل ولا يعترف بها دين، فقد حرَّم الله قتل النفس للنفس إلا بالحق، وهنا أتمنى ألا يختلط علينا الفهم ويأتي أحد المتفلسفين ويتحدث بصوت يصدر نهيقاً، هنا يأخذ الشخص حقه بيده ويقيم القصاص!" لا يا عزيزي.. لنقف هنا قليلاً فلست المخول بذلك ليس من شأنك أن تُنَصِّبَ نفسك قاضياً يصدر أحكاماً واجبة النفاذ.

 

هناك قوانين ومشرعات تسير بها الحياة تضمن سلامة الأفراد ترشدهم حقوقهم المدنية وواجباتهم تجاه أنفسهم والٱخر والمجتمع.

أعود معكم لتلك الأسئلة التي طرحتها منذ قليل والتي أعلم تمام المعرفة أن أغلبنا إن لم يكن جميعنا يُدرك الإجابة عنها، ولكنني آثرت أن نتحدث بصوت عالٍ؛ لكي نقف على أسباب ذلك ونحاول رصد بعض الوسائل التي تساعد على تخفيف هذه الحوادث المتكررة.

 

الإعلام والطرح الفني: 

وجمهوره العريض ليس داخل مجتمعاتنا العربية فقط ولكن العالمية أيضاً، فللشاشة الفضية والتلفزيونية تأثيراً مباشراً على المتلقي وتكوين اتجهاته الفكرية وتربية شخصيته النفسية، يجب إعادة المراجعة  والتدقيق وتطبيق ما كان يسمى لجنة المصنفات الفنية لمهامها بشكل فعلي، فيما يُقَدَم للمتلقي من برامج ومسلسلات وأفلام مختلفة التي تخاطب الفئات المختلفة داخل مجتمعاتنا والتي تغزوا عقول الجميع،وفرض الرقابة على هذا الطرح الإعلامي الفني بشكل دائم مع الأخذ في الاعتبار التركيز على فئة الأطفال حيث هم الأكثر تأثراً به، فالفن في رسالته المتعارف عليها يقوم بتجميل الواقع واظهار محاسنه ومحاولة تغير المجتمع للإفضل إن لم يكن تغير العالم اجمع .

 

 وسائل التواصل الإجتماعي "السوشيال ميديا":

وتأثيرها الرهيب على عقول شبابنا وبناتنا وقدرتها على خلق توجهات فكرية متعددة وزرع نوازع نفسية قد تأتي بالسلب على طوائف المتلقي المختلفة فكرياً وتعليمياً وثقافياً ومهنياً وعمرياً.

فقد يدفع الاندماج والتوحد مع وسائل التواصل الإلكتروني" للإدمان و"الابتزاز الالكتروني" و"الترهيب والعنف" بشكل كبير فضرورة المراقبة والتوعية وايجاد مجتمعات واقعية غير وهمية للتلاقي المباشر الهادف التي يجب أن تعمل عليها المجتمعات المدنية جنباً إلى جنب وحكومات المجتمعات لتيسير تأسيس هذه التجمعات والاحتفاليات الأدبية الفنية الثقافية الفكرية التربوية وغيرها وضرورة تحقيق عناصر الجذب لها.

 

الصحافة وتأثير القلم:

السلطة الرابعة وقدرتها على تغير عجلة الأمور في مختلف القضايا

اليومية فمع التطورات الحادثة في السموات الزرقاء والتحليق على جناح الطائر الإلكتروني اصبحت الصحافة والكلمة أكثر انتشاراً،بل وفي ثوانٍ قليلة يعبر الحدث المحيطات ويجوب العالم، فكان لابد من اختيار الكلمة الحقة، معرفة أنّ فَوُرَ انطلاقها ستصيب الغرض منها دون مزايدة أو مداهنة، فقط مراعاة وضع النقاط على الحروف في رصد المجتمع من خلال هذا المنبر التأثيري القدسي، توخي الدقة ومراعاة الأداب المهنية، وعدم التخلي عن الإنسانية في ملاحقة الأحداث وطرحها ومراعاة حرية الرأي وحرية التعبير في أطرٍ تضمن سلامة وصحة المجتمعات.

 

تغيب الضمير والسعي وراء الإثارة والتركيز على الأحداث بمبالغة يصدّر أفكاراً مغلوطة،ترسل إشارات سلبية بتفشي ما ليس في المجتمع،هذا حادث ويحدث كل يوم في أكبر الدول وأكثرها تقدماً ولكن الفارق ما الذي تتناقله وسائل الإعلام وتكتبه الأقلام ويقدم لنا ونحن جالسون في منازلنا وبين أيديينا فقط  بكبسة زر.

ads