الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

محمود عبد الحليم يكتب: مطلقات على نار هادئة

الإثنين 22/أغسطس/2022 - 10:27 م
هير نيوز

تعيش المطلقة فى مجتمعنا على نار هادئة، ما بين طامع وشامت، يحرقانها بنظرات لا يستطيع جبل تحملها، كما تُحملها بعض السيدات أو من لم يذقن مرارة الانفصال بعد مسؤولية الطلاق وخراب بيتها وتشتت شمل أسرتها، ويجلدنها بسياط الكلام المؤلم ويُلقين باللوم عليها وحدها؛ لأنها لم تتحمل مرارة العيش؛ من أجل الوصول بأسرتها إلى بر الأمان...
كما لا يغيب عن المشهد بطبيعة الحال عبارات سابقة التجهيز من الأهل والأقارب، لا سيما النساء منهم، على غرار: " بنات الأيام دى لا تتحمل يوم من أيام زمان"! والطامع هو ذلك الشخص الذي كان يطمع أن يتزوجها قبل زواجها، ولكن جاء شخص آخر وخطفها منه، وها هى تعود له مرة أخرى، وعلى طبق من فضة، وتتمنى أن ينتشلها من بحر السخرية والشماتة ويطلب منها الزواج، وهذا لن يكلفه الكثير، بل القليل والقليل جدًا على حد اعتقاده وظنه المريض، ويتوهم أنه بمجرد أن يخبرها برغبته فى الزواج منها فسوف تُلقى بنفسها بين أحضانه وتخر له راكعة وتعده بأنها سوف تكون خادمة له طول عمرها؛ لأنه أنقذها من شبح لقب "المطلقة"...
أمَّا الشامت فقد يكون تلك الصديقة التى كانت من أقرب صديقاتها، وكانت تتظاهر لها بالمحبة وتحسدها على ما هى فيه، خاصة إذا كان زوجها ثريًا أو ميسور الحال، ولكن بعد طلاقها يتغير كل شيء، فتشمت فيها كل الشماتة، وتسمعها قبيح الكلام، فتتهمها مثلاً بأنها افترت على النعمة التي كانت تعيش في ظلالها، ولا يفوتها أن تذرف أمامها دموعًا مثل دموع الثعالب، بزعم أنها حزينة عليها؛ لأنها خسرت بيتها واستقرارها وأصبحت وحيدة دون ونيس أو جليس!! 
فريق الشامتين يلقي بالمسؤولية الكاملة على الزوجة وحدها باعتبارها هي السبب في الطلاق، في الوقت الذي قد يكون الزوج هو المسؤول ولا أحد غيره؛ لأسباب عديدة تتنوع بين الإهمال والخيانة وغيرهما، وهذا لا ينفي أيضًا أن الزوجة تتحمل بنسبة غير قليلة المسؤولية في حالات الطلاق، بل إن منهن من تتوهم أنها فور الطلاق سوف تجد طابورًا من العرسان في انتظارها، وهو ما لا يحدث غالبًا، ولا يستحق هذا أن يكون استثناءً يمكن القياس عليه...
وبين طامع رخيص وشامت حقير.. تعيش المطلقات في مجتمعنا على نار هادئة أحيانًا ومحرقة أحيانًا أخرى، وأعدادهن ليست قليلة بأي حال ومحاكم الأسرة والإحصائيات الرسمية خير شاهد.. ظاهرة الطلاق في مصر من الظواهر الصعبة والمؤلمة ذات التبعات الاجتماعية والأخلاقية القاسية؛ بسبب ما يتعرض له الأبناء من التشتت والضياع والإهمال، وتستحق الدراسة والاهتمام من المراكز البحثية المختصة والمؤسسات الدينية والإعلامية بعيدًا عن الطامعين والشامتين والساخرين والمتنمرين.. وساء أولئك رفيقًا.

اقرأ أيضًا..

ads