الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

في ذكرى تأسيس المجمع العلمي المصري.. 200 ألف وثيقة احترق معظمها عقب ثورة يناير

الإثنين 22/أغسطس/2022 - 01:10 م
هير نيوز


يعد المجمع العلمي المصري من أعرق المؤسسات العلمية، مر على إنشائه أكثر من 200 عام، وتضم مكتبته 200 ألف كتاب، أبرزها "أطلس" عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق، وأدخل مركز معلومات مجلس الوزراء، هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي.


أنشئ المجمع في القاهرة 22 أغسطس 1798 بقرار من نابليون بونابارت، كان مقره في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859 وأطلق عليه اسم المجمع العلمي المصري، ثم عاد للقاهرة عام 1880، وكانت أهداف المجمع العمل على التقدم العلمي، ونشر العلم والمعرفة.





كان غرض نابليون من إنشاء هذا المجمع، هو تقدم العلوم والمعارف في مصر، ودراسة المسائل والأبحاث الطبيعية والصناعية والتاريخية الخاصة بمصر، ونشر هذه الأبحاث، وإبداء الرأي للحكومة في المسائل التي تستشيره فيها.



أقسام المجمع


وضم المجمع أربع شعب هي: الرياضيات، والفيزياء، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة، وفي عام 1918 أجريت تعديلات على الشعب لتحوي الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، والعلوم الفلسفية والسياسة، والرياضيات، والفيزياء، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي ويحتوى المجمع على مكتبة تضم 200 ألف كتاب، ومجلة سنوية.


يجتمع المجلس مرتين في الشهر ويجوز لقواد الجيش الفرنسي وضباطه أن يحضروا جلساته، ويتألف مكتب المجلس من الرئيس ونائب الرئيس، ويعاد انتخابهم كل ثلاثة أشهر، بالإضافة إلي سكرتير دائم ومدير يُعاد انتخابه كل عام، وأمين دائم لمكتب المجلس ومترجم عربي.


وينشر المجلس مجموعة من أبحاثه كل ثلاثة أشهر، وتشمل هذه المجموعة مذكرات أعضائه وتقارير اللجان، كما يعطي المجلس جائزتين كل سنتين، الأولي لأهم بحث خاص بتقدم الحضارة والمدنية في مصر، والثانية لأهم بحث خاص بتقدم الصناعة.



حريق المجمع


وفي ديسمبر 2011 احترق مبنى المجمع بشارع قصر العينى في خضم الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، وأتت النيران على 70% من إجمالي الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع.



اقرأ أيضًا..

ماذا قالت ماريا زاخاروفا عن مقتل داريا دوغينا؟






اشتعلت النيران في المجمع صباح السبت 17/12/2011، خلال أحداث مجلس الوزراء، وتجددت الحرائق في مبنى المجمع صباح الأحد 18 ديسمبر 2011، بعد انهيار السقف العلوي للمبنى من الداخل، فقُضي على أغلب محتويات المجمع.


لم ينجُ من محتويات المجمع، البالغ عددها 200 ألف وثيقة تضم مخطوطات وكتباً أثرية وخرائط نادرة، سوى قرابة 25000 فقط من الكتب والوثائق، كانت تمثل ذاكرة مصر منذ عام 1798، وكانت تشتمل على إحدى النسخ الأصلية لكتاب وصف مصر، التي احترقت فيما احترق من كنوز هذا الصرح العتيد، إضافة إلى أغلب مخطوطاته التي يزيد عمرها على مائتي عام، وتضم نوادر المطبوعات الأوروبية التي لا توجد منها سوى بضع نسخ نادرة على مستوى العالم، كما يضم كتب الرحالة الأجانب، ونسخاً للدوريات العلمية النادرة منذ عام 1920.





وكان الباعث على إقامته سببين؛ السبب الظاهر للعيان العمل على تقدم العلوم في مصر، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي، ونتج عن هذه الدراسة كتاب «وصف مصر».



بجوار القصور


عهد نابليون إلى العالمين جسبار مونج وكلود لوي برتوليه والجنرال كفاريلي قائد فرقة الهندسة الحربية ورئيس البعثة العلمية، اختيار مكان للمجمع واتفقوا بعد البحث على اختيار قصر حسن كاشف شركس بالناصرية (مكانها الآن المدرسة السنية بالناصرية) مقراً للمجمع العلمي، وألحق به القصور المجاورة له كقصر قاسم بك، وبيت أمير الحج المعروف بأبي يوسف وخصها لسكن أعضاء المجمع وبعثة العلوم والفنون، وبيت إبراهيم كتخدا السناري الذي خصصه للرسم والتصوير، وقد أنشأ فيه مسيو جالاردو بك سنة 1917 (متحف بونابارت) وبقي هذا البيت إلى الآن كما بناه صاحبة إبراهيم متخدًا مثالاً لبيوت المماليك.


بعد رحيل الفرنسيين عن مصر انتهي دور المجمع كمؤسسة، إلا أن أثرة العلمي ظل باقياً، وحاول العديد من العلماء إعادة إنشائه مرة أخرى ونجح قنصل بريطانيا في الاسكندرية عام 1836م في تأسيسه من جديد تحت اسم (الجمعية المصرية)، وضمت هذه الجمعية في عضويتها علماء فرنسيون وألمان، ولكن كان معظم أعضائها من الإنجليز، ويمكن القول أنه يرجع الفضل في إعادة الحياة إلي المجمع لوالي مصر محمد سعيد باشا في 6 مايو 1859م، حيث أعاد تأسيسه ليكمل ما بدأه مجمع نابليون من دراسات، وظل في الإسكندرية وبعدها تم نقله إلى القاهرة عام 1880م.



اقرأ أيضًا..

في قصر بتكلفة 8.9 مليون دولار.. حفل أسطوري لزواج جينيفر لوبيز وبن أفليك





أصدر السلطان أحمد فؤاد الأول مرسوماً عام 1918م ليستقر المجمع في آخر مكان له في شارع الشيخ ريحان، ذلك المبنى العتيق الذي كانت تفوح منه رائحة عبق التاريخ والأصالة المصرية، ولا شك أن فكرة تأسيس المجمع كانت فكرة جليلة، حيث أننا إذا نظرنا إليها من وجهة النظر العلمية البحتة نجده قد نفع البلاد باَثارة وأعماله، وهو الأثر الوحيد الباقي من آثار الحملة الفرنسية، ويكفي أن نمعن النظر في أعمال أعضائه لنعرف مقدار ما قاموا به من مجهودات لخدمة العلم والفن فكان المجمع العلمي المصري من أعظم المجامع العلمية قدراً وأكثرها ثمرة.



أبرز الأعضاء


أبرز أعضاء المجمع، الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والأمير خالد الفيصل، وأصبح عدد أعضائه من الأوروبيين محدودًا وخاصة الفرنسيين ومنهم الدكتور فيليب لاوير، وهو خبير فرنسي في الآثار يعيش في مصر منذ أربعين عامًا، ودكتور جورج سكانلون وهو أستاذ أمريكي متخصص في العمارة الإسلامية، والدكتور وارنر كايزر وهو ألماني ويتبادل المجمع مجلته السنوية ومطبوعاته مع 140 مؤسسة علمية دولية.



ads