الإفتاء: ترشيد استهلاك الكهرباء واجب وطني.. وسرقة التيار حرام
الجمعة 12/أغسطس/2022 - 04:02 م
حسن الخطيب
تسعى الدولة المصرية جاهدة لتنبيه المواطنين من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء؛ نظرا للأزمات العالمية الحالية، ورغم ما تقوم به الدولة جاهدة في هذا الشأن، إلا أن هناك بعض الأفراد يرفضون الاستجابة للمبادرات، ويقومون بالحصول عليها بطرق غير شرعية.
سرقة الكهرباء حرام شرعًا
وفي هذا تقول دار الإفتاء المصرية: إن استخدام خطوط الكهرباء والاستفادة من التيار الكهربائي بالطرق غير المشروعة حرام شرعًا، سواء كان ذلك بتعطيل عدادات الكهرباء، أو بمدِّ خطوطٍ خاصة، أو غير ذلك من الوسائل، بدون علم القائمين على شبكة الكهرباء، مؤكدة أن هذا فعل محرم شرعًا ومجرم قانونًا.
وأوضحت الإفتاء في بيان سابق لها، أن الكهرباء ملكٌ للدولة الممثلة من الناحية التنظيمية في شركات الكهرباء، مؤكدًة حرمة التعدي عليها بكل الوسائل والصور.
وطالبت دار الإفتاء، الجهات المختصة بتطبيق واتخاذ كل التدابير والإجراءات القانونية على من ينتفعون بالكهرباء بشكل غير قانوني، لأن هذا الأمر يمس الأمن القومي المصري.
ترشيد استهلاك الكهرباء
ودعت دار الإفتاء، المصريين جميعًا إلى ترشيد استهلاك الكهرباء ومصادر الطاقة الأخرى، مشددة على أن ترشيد الاستهلاك والإنفاق واجب وطني، وقد حث الإسلام عليها ورغب فيها، يقول تعالى: (يَا بَنِى آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
واستشهدت الإفتاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم، مر على سعد بن أبى وقاص، وهو يتوضأ فقال له: "لا تسرف"، فقال أوَ فى الماء سرف يا رسول الله؟ قال: نعم وإن كنت على نهر جار".
وعبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك" نشر الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، في "دقيقة فقهية"، حول رده على ح: ما حكم ترشيد استهلاك الكهرباء في البيوت والمحلات لمساعدة الدولة في توفير العملة الأجنبية نظرا لاستمرار الأزمة العالمية؟
أكد عاشور بأن الكهرباء كسائر الأشياء التي تنفع الإنسان وتساعده على إقامة حياته في شيء من اليُسْرِ والراحة؛ ولذلك فهي نعمة من النعم التي يدعو الشرع إلى أن نحمد الله تعالى عليها، ومن تمام الحمد أن نحافظ عليها ككل النِّعَم.
اقرأ
أيضًا..
وقال إنه ينبغي أن نفرق بين معنى (الترشيد) ومعنى (الإضرار) إذ المراد في هذا السؤال هو الترشيد الذي لا يترتب عليه ضرر للفرد أو المجتمع، وهو أن يستخدم الإنسان ذلك المورد المهم (وهو الكهرباء) على قدْر حاجته ، وألا يُهْدِر فيها لأنه مسئول عن ماله: " فيم أَنْفَقَهُ ؟.
وتابع: المواطن مسئول عن استخدام الدعم في هذا المورد فيما لا حاجة له به ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ضَرَرَ ولا ضِرَار "، والشاهد أن المطلوب هو الترشيد وهو محمود وليس المطلوب الإضرار بمصالح الناس في منعهم أو نقصانهم من هذه السلعة ، سواء في بيوتهم أو مَحَالِّهِم.
وأوضح أنه لأهمية هذا المورد (الكهرباء) في حياة الناس في هذا العصر ، ونظرًا لدخوله في وسائل كثيرة يصعب الاستغناء عنها في زماننا فإنه يشبه الطعام من أوجه، فيأخذ حكمه في أهمية ترشيد استخدامه وعدم الإسراف فيه.
النهي عن الإسراف
واستشهد بقول الله تعالى في النهي عن الإسراف في الأكل والشرب فقال سبحانه: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، فضلا عن أن للكهرباء قيمة فيكون فيها معنى المالية، ونحن نُهِينا عن إضاعة المال في غير ما هو له، فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كان ينهى عن : قِيلَ وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال".
ونوه عاشور بأن الله أمرنا بالتعاون في فعل الخيرات وفي الابتعاد عن المحظورات، فقال عز وجل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، وترشيد استهلاك الكهرباء وغيرها من السلع والوسائل من الأمور المطلوبة شرعًا.
وشدد على أن الخلاصة من هذا: أن ترشيد الكهرباء وغيرها من السلع والوسائل هو أمر مطلوب ابتداءً بل ومستحب شرعًا ، لورود النصوص الشرعية بذلك صراحةً ، ويزداد الاستحباب إذا كانت تلك السلع مدعومةً من الدولة ، ويتأكد ذلك في أوقات الشدائد والأزمات.
وعليه فالترشيد مطلوب في كل وقتٍ، ويُثَاب المرءُ على فِعْله لنفع نفسه، ويزداد الثوابُ إذا تعلق نَفْعُ ذلك بمن حوله مع نيته في مساعدة دولته بهذا الترشيد ، ويتم ذلك الترشيد بأن يتم استخدام الكهرباء على قدر الحاجة دون إسراف.
اقرأ
أيضًا..