هل النظر لهاتف من يجلس بجوارك يعتبر تجسسًا؟.. "الإفتاء" تجيب
الإثنين 08/أغسطس/2022 - 03:01 م
حسن الخطيب
الكثير منا يعاني من تدخل الآخرين في شؤونه، فمثلا إذا كنت تتصفح هاتفك المحمول وتجد من يجلس بجوارك في الحافلة يتابع معك كل ما تقرأه، فهل يعتبر الدين هذا التصرف من التجسس وحرام شرعًا أم لا؟!.
ورد سؤال لدار الإفتاء حول هذه الأفعال، وقد قال السائل فيه: "هل يقتصر التجسس على البحث عن العورات والعيوب فقط، أم يشمل أيضًا نظر الإنسان فيما يخص غيره من مكتوب ونحوه؟".
الجواب
أجابت الدار بأنه لا يقتصر التجسس على البحث عن العورات والعيوب فقط، بل يشمل النظر في كل ما يخص المسلم من مكتوب أو نحوه؛ فقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نَظَرَ في كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ في النَّارِ».
اقرأ
أيضًا..
وقال الإمام ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر": (هذا تمثيلٌ: أي كما يَحذَر النارَ فلْيَحذَر هذا الصنيع، وقيل: معناه: كأنما ينظر إلى ما يُوجِبُ عليه النارَ. ويحتمل أنه أراد عقوبة البصر؛ لأن الجناية منه، كما يعاقب السمع إذا استمع إلى حديث قومٍ وهُم له كارهون، وهذا الحديث محمولٌ على الكتاب الذي فيه سرٌّ وأمانةٌ يَكرَهُ صاحبُهُ أن يُطَّلَعَ عليه. وقيل: هو عامٌّ في كل كتاب).
ونوهت الإفتاء بأنه على ذلك تواردت نصوص الفقهاء؛ فقال الإمام النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني": [ولا يختص وجوب غض البصر عن المحرمات من النساء، بل يتناول غَضَّهُ عن النظر للغير على وجه الاحتقار، أو على وجه تتبع عورات المسلمين من كل ما يَكرَهُ مالِكُهُ نَظَرَ الغير إليه مِن كتابٍ أو غيره].