مقررة المجلس القومي بجنوب سيناء لـ"هير نيوز ": المرأة السيناوية شريك أساسي في التنمية الشاملة
منح قانون تنظيم المجلس القومي للمرأة، رقم 30 لسنة 2018، الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، صلاحيات واسعة للمجلس، بما يمكنه من تحقيق أهدافه التى تسعى إلى تعزيز حقوق وحريات المرأة وتنميتها وحمايتها، فضلا عن نشر الوعي بها والإسهام فى ضمان ممارستها وترسيخ قيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز.
وفي محافظة جنوب سيناء، ذات الطبيعة الخاصة، يبذل فرع المجلس القومي للمراة جهدًا كبيرًا؛ لتحسين وضع المراة السيناوية، وتمكينها في جميع المجالات؛ إيمانا منه بأن التنمية الشاملة لا يمكن أن تتحقق دون مشاركة إيجابية من المرأة.
ولإلقاء المزيد من الضوء حول نشاط فرع المجلس القومي بجنوب سيناء، ودوره في تمكين المرأة، التقى "هير نيوز" الدكتورة هناء ندا، مقررة المجلس القومي للمرأة بالمحافظة.
المرأة السيناوية
- في البداية.. ما أبرز أنشطة فرع المجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء؟
في غضون العام والنصف منذ شرفت بتولي مسؤولية الفرع في المحافظة، ونحن نؤمن بأن المجلس القومي للمرأة هو شريك وعامل مشترك مع جميع الجهات الموجودة في المجتمع خاصة التي تقدم خدمات لتمكين المرأة السيناوية، وفيما يتعلق بالفرع نحن نسعى جاهدين لتمكين المرأة على مستوى الأصعدة الأربعة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية) ومساندتها في كل وقت وحين، وبفضل من الله ثم جهود قياداتنا التنفيذية وعلى رأسهم اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، ومساندته الدائمة للمرأة السيناوية وسؤاله الدائم عن المرأة السيناوية وأحوالها وحل مشكلاتها، أصبح لدينا مبنى جديد مستقلاً ومجهزًا، وبالأمس القريب جرى مساعدة 16 فتاة يتيمة بعدد من الأجهزة الكهربائية بمساندة احدى الشركات في حفل بهيج شرفه حضور المحافظ ، الذي يحرص دائما على مشاركة فتيات المحافظة فرحتهن، ومعتبرا أن فتيات المحافظة هن بناته ولذلك يحرص على تفعيل المشاركة المجتمعية ومساندة جميع الجهات التى تسهم في مساعدة الأيتام والمحتاجين.
- ما هو واقع المرأة السيناوية؟
في الحقيقة أنا لمست هذا، ففي البداية كانت لدي خلفية ومعلومات سابقة عن المرأة السيناوية بأنها لا تخرج من منزلها ولا تعمل، ولكنني شاهدت المرأة البدوية خلال فترة بسيطة جدا خارج المنزل، تعبر عن مشكلاتها، تعمل وتتولى مناصب قيادية، وهناك أكثر من 10 فتيات في الجامعة الألمانية في تخصصات مختلفة من أهالينا بدو جنوب سيناء، وهناك نماذج من السيدات موظفات وبجانب وظيفتهن لديهن عمل آخر تدرن به دخلا لأسرتهن، وهكذا نجد أن المرأة في جنوب سيناء اختلف وضعها تماما وكل من زار جنوب سيناء قديما وزارها اليوم يجد اختلافا كبيرا جدا، فالمراة السيناوية حاليا تمتلك عناصر القوة الاجتماعية والاقتصادية والانتاجية، ما يجعلها شريكًا أساسيًا وإيجابيًا فى العملية التنموية الشاملة وصاحبة دور فعال فى التنمية المستدامة.
المرأة المعيلة بجنوب سيناء
- ما نصيب المرأة المعيلة من التمكين الاقتصادي؟
فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي هناك مساعدات من قبل الفرع للمرأة المعيلة وهي على قائمة أولويات أجندة عملنا في ظل ضغوط الحياة والظروف المعيشية الصعبة، حريصون على مساندة المرأة المعيلة بمساعدة الجهات المختلفة فبالأمس القريب أيضا مع مركز بحوث الصحراء جرى توفير 30 بطارية أرانب والموضوع ليس قاصرا على تسليمهن البطاريات فحسب بل هناك متابعة وحل مشكلات ومن خلال هذه البطاريات جرى فتح باب رزق لـ30 أسرة وبفضل الله تخطينا مرحلة التسويق حاليا ونحن مستمرون أيضا في مساندتهن ودعمهن، بجانب مساندة صاحبات الحرف اليدوية عن طريق مشاركتهن في المعارض المحلية أو التي تقام على هامش المؤتمرات التي تستضيفها مدينة السلام شرم الشيخ بخلاف معرض "ديارنا"؛ كل ذلك بهدف تقديم مختلف سبل الدعم لصغار المنتجين والترويج للمنتج الحرفي والتراثي السيناوي، فضلا عن الدعم والمساندة من قبل البنك الزراعي وجهاز تنمية المشروعات بتوفير قروض مسيرة.
- كم تبلغ نسبة المرأة المعيلة بجنوب سيناء؟
لدينا 112 امرأة معيلة تقدمن للفرع مؤخرا وهناك بيانات كاملة بهن وجزء كبير منهن جرت مساعدتهن عن طريق المجلس بالتعاون مع الجهات المختلفة والباقيات سوف نساعدهن تباعا، بجانب استثمار لجنة الذكاء التابعة للأزهر الشريف التي أصبح لها مقرا بالديوان العام وهذه تحسب للواء خالد فودة، فعن طريقها جرى حل مشكلات أكثر من 1500 أسرة عن طريق تقديم إعانات شهرية للأرامل والمطلقات وبعض الأسر الأولى بالرعاية.
- ماذا عن دور المجلس القومي للمرأة في مساعدة السيدات الغارمات؟
الحمد لله محافظة جنوب سيناء تخلو من السيدات الغارمات، بفضل من الله ثم الرعاية والاهتمام البالغ من قبل الأجهزة التنفيذية بقيادة اللواء خالد فودة ، ودعمه غير المحدود للمرأة بصفة عامة وحرصه على تقديم جميع الدعم اللازم لتيسير الأعمال في ضوء اهتمام الدولة بتمكين المرأة وتشجيعها على المشاركة البناءة في مختلف المجالات وفق ضوابط وأهداف التنمية المستدامة التى تتبناها الدولة فى رؤيتها 2030.
- ماذا عن البرامج التدريبية لتأهيل وصقل المرأة السيناوية؟
نحن نهتم بالتعاون مع الجهات المختلفة لنحيي دور المرأة في العمل والصناعة، عن طريق إقامة دورات تريبية يجرى من خلالها تعليم المرأة بعض المشغولات اليدوية وأعمال الحياكة والصيانة البسيطة وغيرها، فضلا عن برنامج التثقيف المالي الذي أطلقه المجلس القومي للمرأة؛ لتدريب السيدات وتثقيفهن بجميع الأمور المالية والاقتصادية المطلوبة في حياتهن اليومية والتي تمكنهن من إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وذلك في إطار المشروع القومي لتنمية المرأة المصرية الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
اقرأ
أيضًا..
«القومي للطفولة والأمومة» يؤكد أهمية رفع وعي المجتمعات لمواجهة العنف ضد الأطفال
التمكين الثقافي للمرأة السيناوية
- ماذا عن التمكين الثقافي للمرأة السيناوية؟
وفيما يتعلق بالتمكين الثقافي نحن مستمرون في حملات طرق الأبواب الأساسية، التي ينفذها المجلس القومي للمرأة في جميع مدن وقرى ووديان محافظة جنوب سيناء رغم بعد المسافات ومشقة الطرق الوعرة، بدأناها بالمدن وصولا للتجمعات البدوية داخل الجبال، وهذا هو الدعم من اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ومن الدكتورة إيناس سمير نائب المحافظ، ومن القيادات التنفيذية، ونحن بدون هذا السند لن نستطيع أن نتحرك داخل الوديان، وذلك بهدف نشر التوعية حول قضية القضاء على ختان الإناث والتعريف بخطورته على صحة الفتيات ولخلق رفض مجتمعى لهذه الممارسات بالإضافة إلى التعريف بالمخاطر الصحية والنفسية لهذه الجريمة، ومؤخرا نفذنا حملة في وادي ميعر التابع للعاصمة طور سيناء، جرى خلالها عمل بطاقة الرقم القومي لفتيات الوادي، فهناك ألف استمارة بطاقة رقم قومي مجانا قدمها المجلس القومي للمرأة حتى الآن لجنوب سيناء وهناك مزيد خلال الفترة المقبلة.
زيادة نسبة المواليد
- ما دور المجلس في الحد من زيادة نسبة المواليد؟
نسبة المواليد في طريقها للنقصان فلا يخلو أي لقاء أو تجمع نسوي إلا ونستثمره في توعية الحضور توعية واقعية بأهمية تنظيم الأسرة وفوائدها باعتبارها طوق النجاة للحد من أخطار الزيادة السكانية، لأنها تقضى على اليابس والأخضر، سواء على المستويات الاقتصادية أو الاجتماعية، وهنا تؤدي الرائدات بالمجلس دورا مهما لكونهن يمثلن همزة الوصل بيننا وبين السيدات البدويات في مجال التوعية بأضرار زيادة نسبة المواليد وعواقبها ومنها المشاكل الصحية، وانخفاض في متوسط العمر المتوقع، وانخفاض مستويات المعيشة، وتدني الوضع الاجتماعي للمرأة، وانخفاض مستويات التعليم وغيرها.
- وما دور المجلس في الحد من الانتهاكات التي قد تتعرض لها المرأة السيناوية؟
الحمد لله لا توجد لدينا انتهاكات ضد المرأة؛ نظرا لطبيعة وخصوصية المحافظة من عادات وتقاليد بجانب قلة الكثافة السكانية، وأناشد كل زوج بأنه في حالة طلاق زوجته أن يعاملها بالمعروف لأنها أم أطفاله وهذه تعد حالة العنف الوحيدة التي يرتبكها بعض الأزواج.
نماذج نسائية ناجحة
- من هن أبرز النماذج النسائية الناجحة والداعمة لمجلسكم؟
الشيء المفرح أننا أصبح لدينا مجموعة كبيرة من السيدات البدويات لديهن اهتماما بالغا بالمرأة البدوية وحريصات على توصيل مشاكلهن والسعي بجدية لحلها، ومنهن على سبيل المثال وليس الحصر " أم ماجد" من أهالينا بدو جنوب سيناء وتخدم منطقة شرم الشيخ ووديانها بجانب طابا، و"أم كريم" وتخدم منطقة دهب ووديانها وهناك الكثيرات في كل مدينة على مستوى مدن المحافظة.