السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ولاء إبراهيم تكتب: قتل مع سبق الإصرار والترصد

الإثنين 11/يوليه/2022 - 03:42 م
هير نيوز

 بمشاعر مؤلمة أقرأ وأستمع لقصص وحكايات فتيات أو بمعنى أدق أطفال دفنت حياتهم بأيدي أهاليهم بالزواج المبكر، ففي الجاهلية كان وأد الإناث أرحم مما يحدث في عصرنا الحديث! فمن يحمي الفتاة من جريمة البيع والشراء التي تتم في حقها لتكمل حياتها في ظلمات البئر؟! فهي جريمة يتعدد فيها الجناة من الوالدين أو من يكون ولي أمر الفتاة والمأذون ورجل غير سوي لم يخجل من طلب الزواج من أطفال لم يبلغن العشرين من عمرهن.


أما الضحية فهي الفتاة التي سلب منها حق النضوج الجسدي والعقلي وحق تكوين ذاتها وحق الاختيار والتفكير في مصيرها، أعلم أن هناك بعض الظروف قد تقود البعض إلى الزواج المبكر لبناتهم ولكن الأمر ليس حالات نادرة بل هي ظاهرة تفشت في المجتمع المصري وليس الريف فقط.


ورغم المعاناة التي تصرخ منها الفتيات اللاتي وقعن في كارثه زواج القاصرات بل والأكثر جحيمًا عندما تستيقظ الفتاة الضحية على زوج غير صالح للمسؤلية؛ حيث تعاني الكثيرات من القاصرات اللاتي أصبحن قهرًا زوجات من زوج يتعاطى المخدرات ولا ينفق على احتياجات أسرته، ويتعامل معها بالسب بالألفاظ البذيئة، وعندما ينفد صبر الفتاة الضحية وتلجأ للطلاق تجد نفسها أصبحت أمًّا لطفل ليس له ذنب، ولا تعرف من أين تنفق عليه، ولا تجد من يساعدها في تربية طفلها، وحتى والديها الذين ألقيا بها في هذا المصير المظلم سيرفضان الإنفاق على طفلها من واقع أنهما غير مطالبين بمسؤلية طفلها.


 فلماذا لم يضع الأهالي كل هذه الاعتبارات منذ البداية وقبل ارتكابهم لهذه الجريمة في حق بناتهم؟!


ولما يرفض الأهالي أخذ العظة والعبرة مما حدث في العديد؛ نتيجة لزواج القاصرات الذي تسبب في انتهاء حياة الكثير من الإناث اللاتي وصل الحال بالبعض منهن إلى محاولات الانتحار بسبب عدم تحملهن لنتيجة الواقع الذي تم فرضه عليهن في وقت غير ملائم لأعمارهن.


فإذا كانت الظروف المادية هي التي تفرض على الأهالي التخلص من بناتهم تحت قناع الزواج، فمن الأولى أن تتحروا عن الشخص الذي سيتعلق مصير ابنتكم به مدى حياتها، وتتجنبوا الأقوال الرجعية التي ليست فرضًا ولا نظرية علمية، مثل "الرجل لا يعيبه سوى جيبه"، و"الشباب طائش وبعد الزواج بيتصلح حالهم"!! هذا جهل هدفه جعل الأنثى مجرد وسيلة وضياع ذاتها وحقها الذي أوصى به الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فإذا لم تدركوا حجم الجريمة التي ترتكب في حق بناتكم إذًا فمن الأفضل لكم أن لا تنجبوهن في الحياة كي لا تحملوا أنفسكم لهذا الذنب الذي يوازي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.   

 

ads