الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

اللص الطماع والخياط اللئيم.. قصة المثل الشعبي "الطمع ضر ما نفع"

الثلاثاء 05/يوليه/2022 - 04:02 م
هير نيوز


سنظل نأخذ الحكمة من أمثالنا الشعبية ما حيينا ونتعلم منها وعلى نورها نسير الدرب، ولعل مثل اليوم ينطوي على حكمة تُعلمنا القناعة والرضا كما أنه يعلمنا ألا نتحدث كثيرًا فيأخذ من أمامنا الكلام لتحقيق أغراضه، والمثل هو "الطمع قل ما جمع" أو بصيغة أخرى "الطمع ضر ما نفع".





قصة المثل الشعبي 


ترجع قصة ذلك المثل إلى قديم الزمان في بلاد الشام؛ حيث كان يوجد خياط يمتاز بالجد والاجتهاد في عمله، لكن كان به طبع أنه طيلة عمله يظل يُردد عبارة دون أن يمل وهي "قوتي تحتي"، وفي يوم من الأيام كان يمر أحد اللصوص أمام باب محل الخياط ليسمعه وهو يردد تلك العبارة كثيرًا فقال في نفسه لا بد وأن هناك مغذى من وراء ذلك. 

قرر اللص أن يأتي إلى المحل في منتصف الليل؛ حيث غادر الخياط مكان العمل والناس نيام، ليقوم بإزاحة السجادة التي يجلس عليها الخياط ليجد بلاطة بها فتحة ويرفعها فوجد جرة بها العديد من الليرات الذهبية ليقوم بسرقتها على الفور.


اقرأ أيضًا..




رد فعل الخياط من السرقة 


وفي اليوم التالي وبعد يوم عمل للخياط جاء ليضع الليرات التي كسبها في الجرة ولكنه لم يسمع لها صوتًا كما كان بالسابق الأمر الذي دفعه للتحقق من وجود الجرة لتقع عليه الصدمة بأن أمواله قد سُرقت، ليتماسك الخياط ويقرر أن يردد يوميًا عبارة أخرى وهي "لو تركها لملأناها" إلى أن يمر به اللص وسمعه يردد تلك العبارة ليقرر إعادة الجرة ليضع بها الخياط المزيد من الليرات الذهبية ويقوم هو بسرقتها بعد ذلك. 

وبالفعل أعادها اللص وحينما وجدها الخياط في اليوم التالي أخذها ووضعها في مكان آخر أكثر أمانًا وهو يقول "الطمع ضر ما نفع"؛ لتصبح تلك الجملة مثل يُضرب إلى يومنا هذا.



الاستفادة من قصة المثل الشعبي 


إن من وراء ذلك المثل العديد من الدروس المستفادة، أولها عدم التحدث بفارغ الكلام، خاصة وأنه قد يوجد من يستغل ما تقوله ضدك أو يصل لأسرارك ويكون ذلك عن طريقك، مثلما حدث مع الخياط، كما نتعلم من المثل أيضًا الرضا بما قسمه الله لنا وليس ما قسمه لنا مما سرقناه، ولكن بما قسمه من رزق في المال والصحة والأولاد وشكره على ما أعطانا إياه.


ads