الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"هوس الإنشاد بالأبيات الشعرية" وقصة المثل الشعبي "من شابه أباه فما ظلم"

الخميس 30/يونيو/2022 - 04:01 م
هير نيوز


من المتعارف عليه أن الأبناء يرثون الكثير من صفات الوالدين دون أن يشعروا، ولعل من الأمثال ما يؤكد ما نقول فبالنسبة للفتاة فيُقال: "اكفي القدرة على فُمها تطلع البنت لأمها"، أما الولد فله مثل آخر وهو محور حديثنا اليوم ألا وهو: "من شابه أباه فما ظلم".





الخوف من الحب


إن الذي قاد لهذا المثل هو الهوى أي الحب؛ حيث يعود الأمر إلى قديم الزمان وكان يوجد رجل لديه ولد صغير، وكان يخشى عليه من أن ينجرف نحو الهوى ويقع في بحر العشق والحب، فكان يبعده عن كل الناس إلى أن هداه فكره بأن يضع إبنه في حجرة ويغلقها عليه ولا يجعله يخرج منها أبدًا ولا أحد يزوره، وكانت أمه تقوم بإدخال الطعام له ومن ثم تخرج وتُغلق الباب خلفها، ولكنها نسيت إغلاقه في ذات مرة حيث وضعت له الطعام ومن ثم خرجت دون غلقه.


اقرأ أيضًا..



رأس ذئب


هذا وقد قاد الفضول الولد إلى أن يخرج من الغرفة وحينها وجد والدته تقوم بتمشيط شعر إبنة الجيران وحينها رأها الولد فسألها ما هذا يا أمي؟ فما كان منها سوى أن قالت له: هذا رأس ذئب؛ كي تُخيفه، ليعود الولد إلى حجرته وحينما جاءه والده وجده في غاية السعادة كما وجده يقوم بالإنشاد وهنا علم الأب بأن ابنه وقع في الهوى ليقرر أخذه إلى شيخ القرية ليتعلم.


من شابه أباه فما ظلم 


وحينما ذهب الولد للشيخ سأله هل تعلم ما هي حروف الهجاء؟ فأجاب الولد: نعم لقد علمني إياها أبي، فقال له الشيخ فلتقل ألف، فأجاب الولد: "ألف وليف الروح قبل أمس زرناه، غرو يسلي عن جميع المعاني"، ثم قال له الشيخ باء، فقال الولد: "والباء بقلبي شيد القصر مبناه وادعى مباني غيرهم مرمهاني"، هذا وظل الولد ينشد مع كل حرف بيتًا مما أثار دهشة الشيخ وجعله يسأل الولد من علمك كل هذا فأجابه: علمني أبي، وهنا قال الشيخ تلك الجملة والتي صارت مثلًا يُضرب حتى اليوم وهو "من شابه أباه فما ظلم".

ads