مبروك عطية: حديث القرآن عن القلوب يختلف عن كلامنا عنها| فيديو

وفي تفسير الآية قال مبروك عطية إن المقصود بيؤتون ما أتوا أي يتصدقون ويُزكون، أما قلوبهم وجلة فتفسيرها أن قلوبهم خائفة من هول ما إذا كان الله سيتقبل ذلك منهم أم لا، ليؤكد بعدها عطية أن القرآن يهدف إلى إصلاح شأننا وتغيير سلوكنا، مُضيفًا أن الشباب في سن المراهقة وكذلك الشباب الجامعي في حاجة للاستماع لهذه الآيات.

أما عن حديث القرآن عن القلوب فقال عطية أن حديث القرآن عن القلوب يختلف عن حديثنا نحن عنها، فعندنا إذا ذكرنا القلوب نذكر العشق والغرام وفي حقيقة الأمر لا يكون هذا عشقًا ولا غرامًا.

ليفسر مبروك عطية بعد ذلك معنى الحب بأنه هو ذلك الإحساس الذي يجعلك تُقبل على الحياة برغم مآسيها لأن لك فيها حبيبة، ولكن ما نراه نحن هذه الأيام يتنافى مع ذلك المعنى السامي.

واستكمل مبروك عطية حديثه عن القلوب بذكره لآية في خواتيم سورة "ق" والتي يقول فيها تعالى "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب" أنه لن يتذكر القرآن ولن ينتفع به وما قد شرعه الله سوى من لديه قلب فقط فلطالما بداخلك ذلك القلب فأنت موجود أما أن لم يعد بداخلك فأنت مفقود.

أوضح "عطية" أن هناك ما يسمى فقه القلوب والدليل على ذلك قوله تعالى "لهم قلوب لا يفقهون بها"، فقلوب المؤمنين قلوب فقيه.

وتناول مبروك عطية أيضًا قوله تعالى في سورة القصص "وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا" ليوضح وضعها بعد أن وضعت ابنها وهو سيدنا موسى في اليم والفؤاد هو ذلك التجويف الصدري الذي يحتوي القلب وهو العضو المسؤول عن الحياة ليؤكد لنا الله أن الابن يكن قلب أمه وبعده عنها يجعلها فارغة الفؤاد.

هذا واختتم مبروك عطية حديثه قائلًا أن مقتضى القلوب الشعور ومقتضى الشعور الحياة والحياة هنا المقصود بها الحياة الحقيقية التي نعيشها ونحن مدركين لرسالتنا فيها وليست الحياة الحكمية والتي نكن فيها مجرد شيء يأكل ويشرب وينام فقط، كما دعا في النهاية بأن يُلهمنا الله إيحاءات قلوبنا وينفعنا بها كي نغير ذلك السلوك المتوحش.