"حيلة عجوز وجرة مليئة بالنفايات" قصة المثل الشعبي "ياما تحت السواهي دواهي"
يتداول الكثيرون الأمثال الشعبية، دون النظر إلى ما ورائها أو البحث
عن قصتها الأصلية، ولعل واحد من أشهر الأمثال المرتبطة بجميع الأزمان هو مثل
"ياما تحت السواهي دواهي".
ففي الأغلب، يتم استخدام هذه الجملة لوصف شخص ما يبدو طيب القلب
وهادئ الطباع الذي يسود الصمت على وجوده، بعد أن يكشف عن أنيابه المخبأة.. ولكن
ما هي قصة يا تحت السواهي دواهي؟!
رجل عجوز وجرة من النفايات
في زمن بعيد، عاش رجل عجوز، وحيدًا ومتعبًا لا يقوى على خدمة نفسه،
ورغم أن لديه ثلاثة أبناء متزوجين، إلا أنه لا يوجد من يسأل عليه منهم أو يحاول
مساعدته.
ولذا، قرر الرجل العجوز القيام بحيلة ذكية لكي يستطيع أن يعيش ما تبقى
من حياته في رخاء، ويتم خدمته من قبل أبنائه وزوجاتهم، فقام الرجل بإحضار جرة كبيرة
ووضع بها نفايات وأوراق، ثم وضع بعض النقود.
وفي اليوم التالي، أرسل إلى ابنه البكر، وأخبره أن هذه الجرة سوف تكون
من نصيبه هو وأولاده عندما يحين ميعاد وفاته، ولكن بشرط أن تأتي زوجة الابن لخدمته
حتى موعد الوفاة.
اقرأ أيضًا..
قصة المثل الشعبي "الحيطان ليها ودان" وعلاقته بملكة بريطانيا
حيلة ذكية من رجل عجوز
في اليوم التالي، فعل الأب العجوز نفس الأمر مع ولديه الآخرين، وأصبح
كل منهما يرسل زوجته لتقوم بالطبخ والتنظيف وخدمة العجوز، وعاش حياة رغيدة وسعيدة
بينما يخدمه أولاده وزوجاتهم.
وبعد وفاة العجوز، جاء كل ابن لأخذ الجرة، وادعى كل منهم أن هذه النقود
هي من حقه، وبعد مشاجرات كبيرة، قرروا الذهاب إلى القاضي، الذي أمر بتعليق الجرة
في السقف بحبل وأمرهم أن يجلسوا تحتها متفرقين.
وبعدما جلس الثلاثة أبناء، أخبرهم القاضي بأن كل ما سيسقط على كل منهم
من النقود هو حقه، وقام القاضي بسحب الحبل، وأخذ كل منهم نصيبه من النفايات.