"أنقذ صاحبه من الموت" قصة المثل الشعبي "لسانك حصانك"
الأربعاء 22/يونيو/2022 - 04:02 م
إسراء الحسيني
إن لسان الإنسان هو الذي يظهر ما يحتويه عقله من حكمة أو من جهل، والدليل على ذلك قول أفلاطون لأحد الحاضرين لمجلس علمه: "تكلم حتى أراك"، فإما أن يظهر لسانك ما في عقلك من علم وثقافة وإما أن يظهر مدى جهلك؛ لذا فإن مَثَل اليوم له علاقة باللسان وهو "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك".
قصة المثل
ولهذا المثل قصة ترجع إلى قديم الزمان؛ حيث كان يوجد ملك قد رأى حلمًا وتسبب في إزعاجه؛ مما دفعه للإتيان بأحد المفسرين لتفسير حلمه، وحينما جاء المفسر طلب من المللك أن يقص رؤياه ليقول الملك إنه قد رأى في منامه أن أسنانه وشعره يتساقطان، ليسأله المفسر باستعجاب: "هل أنت متأكد يا مولاي"؟ ليُجيب الملك: نعم، فقام بعدها المفسر بتفسير الرؤية على أن جميع أهل الملك سيموتون قبله وسيدفنهم جميعاً، وهنا غضب الملك من هذا التفسير وأمر بقتل المفسر واستدعى غيره ليفسر الحلم بنفس الطريقة، فلقي أيضًا نفس المصير.
اقرأ أيضًا..
لسانك حصانك
ليأمر الملك بأن يبحثوا له عن مفسر آخر فأشاروا عليه بشاب جيد في التفسير فأمر بإحضاره، وحينما وصل الأمر للشاب المفسر شعر بالخوف خاصة وأن خبر قتل الملك للمفسرين شاع في المدينة، وأن السبب هو ذلك الحلم الذي رآه الملك ويرغب في تفسيره منه، ليروي الأمر على أمه والتي تقول له: "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك"، وهنا أدرك الشاب أن لسانه هو من سينقذه من الموت ولكن إن أحسن كلامه، وبالفعل ذهب الشاب للملك واستمع للحلم وقام بتفسيره على النحو التالي: "أبشر يا مولاي فستكون أطول أهلك عمرًا"، وبرغم أن تفسيره لم يختلف كثيرًا عن المفسرين الذين سبقوه إلا أن الطريقة هي التي اختلفت؛ حيث تسببت هذه الطريقة في سعادة الملك ومن ثم إغداق الهدايا والأموال عليه، وهنا أدرك ذلك الشاب قيمة تلك الحكمة التي قالتها له أمه قبل أن يذهب للملك.