قصة المثل الشعبي "بيدي لا بيد عمرو" وعلاقته بالملكة التدمُرية زنوبيا
الخميس 16/يونيو/2022 - 08:12 م
إسراء الحسيني
إن الإنسان الحر يرفض بطبيعته أن يُذل على يد أعدائه حتى لو وصل به الحال إلى أن يقتل نفسه، ولعل ذلك ينطبق على المثل القائل "بيدي لا بيد عمرو" والذي سوف يتم توضيح قصته خلال السطور القادمة..
بيدي لا بيد عمرو
مملكة تدمُر
دارت أحداث هذه القصة في مملكة تدْمُر حيث كان إنطلاق الشرارة منذ أن تم قتل ملكها عمرة بن الاظرب على يد الملك جذيمة الابرش، لتتولى خلفًا لأبيها الملكة التدمُرية زنوبيا، والتي عمدت منذ أن تولت الحكم على أن تأخذ بثأر أبيها من الذي قتله.
زنوبيا تضع خطة للأخذ بالثأر
قامت زنوبيا، بالتخطيط للأخذ بثأر أبيها حيث أرسلت لقاتله وهو الملك جذيمة الأبرش كي يأتي لطلب يدها للزواج، وما أن وصل الرسول إليه حتى وافق على الفور إلا أن رفض قصير بن سعيد أحد مستشاريه، ولكن انطلق جذيمة الأبرش دون أن يلتفت لتحذيرات مستشاره والذي قال له إنها قد تكون مكيدة من زنوبيا، وبالفعل ما إن وصل الأبرش إلى مملكة تدمُر حتى قامت زنوبيا بقتله.
اقرأ أيضًا..
خطة قصير للانتقام من زنوبيا
وما إن وصل الخبر لمملكة جذيمة الأبرش، حتى أقسم مستشاره قصير بن سعيد لأن ينتقم من زنوبيا لقتلها إياه، فانتظر حتى تولى الملك الجديد الحكم والذي كان يُدعى عمرو بن عدي وأشار عليه بأن يجلدوه ومن ثم يذهب إلى مملكة تدمُر فتتقتنع زنوبيا بأنه فار إليها، هذا واستطاع خلال الفترة التي مكثها هناك معرفة مداخل المدينة وأبواب القصر كلها، ليقوم بالذهاب إلى وطنه وإحضار عدد من الفرسان معه كي يقومون بخطف زنوبيا ومن ثم قتلها.
بيدي لا بيد عمرو
وبالفعل نجحت الخطة وقاموا بخطفها والذهاب بها إلى الملك الجديد عمرو بن عدي كي يقتلها انتقامًا لما قامت به من غدر للملك جذيمة الأبرش حيث استدرجته بإسم الزواج ومن ثم أعدت له الكمين كي تقتله، ولكن فاجأت زنوبيا الجميع بتناولها للسم الذي كان يوجد في خاتمها وقالت جملتها الشهيرة والتي صارت مثل تناولته الأجيال حتى يومنا هذا وهي "بيدي لا بيد عمرو".