عرض البيت والجيران بألف دينار قصة المثل الشعبي «الجار قبل الدار»
الأربعاء 15/يونيو/2022 - 10:27 م
إسراء الحسيني
لا يتوقف الناس يوميًا عن البحث عن مسكن مناسب لهم لكي يعيشوا فيه وتكن معاييرهم التي يختارون على أساسها المنزل هي المال المتوفر لديهم والذي يمكنهم من خلاله شراء المنزل، كذلك المساحة، وموقع المنزل، ولكن تظل هناك أولوية لدى الجميع عند شراء منزل أو حتى تأجيره وهي أن يكون المكان الذي به المنزل مكان جيد مشتمل على جيران محترمين، وهذا يأتي وفقًا للمثل القديم والذي تناقلته الأجيال إلى يومنا هذا وهو "الجار قبل الدار"..
الجار قبل الدار
قصة المثل
تعود قصة المثل إلى قديم الزمان حيث كان يوجد رجل يسكن بجوار جار له يُدعى أبو دف البغدادي وتعرض هذا الرجل إلى ضائقة مالية كبيرة وفكر في كيفية تسديد ما عليه فلم يجد بُدًا من بيع منزله ولكن عرضه للبيع بأكثر مما يستحق المنزل وهذا ما أثار استغراب جيرانه حينها.
الجار قبل الدار
ونتيجة لما فعله ذلك الرجل من عرض منزله للبيع بمبلغ 1000 دينار في حين أنه يُقدر بـ 500 دينار فقط لم يأتيه أي شخص لشراء ذلك المنزل منه لينصحه جيرانه ببيعه بثمنه الذي يستحقه ولكنه رفض الاستماع لكلامهم وتخفيض ثمن المنزل، ونظرًا لذلك اضطر ذلك الرجل إلى أن يظل بيته معروضًا لفترة طويلة.
أبيع بيتي وجيراني
حينما أستمر الوضع هكذا، قرر أبو دف البغدادي، أن يذهب إليه وينصحه كما نصحه بقية جيرانه ببيع منزله بالمبلغ الذي يستحقه، وهنا تفاجأ أبي دف، من رد جاره عليه حيث قال له أنه يبيع منزله بـ500 دينار، وجيرانه بـ500 دينار، حيث أوضح لأبي دف، أنه حينما جاء ليشتري هذا المنزل لم يفكر في أي شيء سوى في الجيرة الطيبة لذا فإنه وبعد أن قام بتزويج جميع أولاده ظل في البيت ولم ينتقل إلى غيره نظرًا للعشرة التي جمعته بجيرانه.
وأكد على أنه لولا ما يمر به من ضائقة مالية ما كان فكر ولو للحظة في بيع منزله وتركه والذهاب للسكن في مكان آخر، وهنا لم يجد أبو دف البغدادي أمامه سوى أن يقوم بتسديد كافة ديون هذا الرجل حتى لا يبيع منزله ويترك جيرانه الذين أحبهم وأحبوه وارتبط بهم إلى هذه الدرجة ومن هنا جاء مثل "الجار قبل الدار".
اقرأ أيضًا..