قصة المثل الشعبي "ربنا يهني سعيد بسعيدة" وارتباطه بالزواج والمشاركة
الثلاثاء 14/يونيو/2022 - 06:02 م
إسراء الحسيني
تعلمنا الأمثال الشعبية العديد من المعاني والدروس في حياتنا، فقد تُغنينا بطريقة غير مباشرة عن خوض أمر ما؛ نظرًا لأن النتيجة معروفة مُسبقًا من خلال أمثالنا الشعبية، هذا وتوجد أمثال تعلمنا كيفية تمنى السعادة والخير للغير ولعل هذا ما ينطبق على مثل اليوم "الله يهني سعيد بسعيدة".
قصة المثل الشعبي
تبدأ قصة هذا المثل مع احتضار أحد الملوك القدامى، والذي لم يكن لديه من الوُلدان إلا واحد فقط يُدعى "سعيد" فطلب من أخيه أن يتولى رعايته إلى أن يكبُر وعندما يحين وقت زواجه فعليه أن يتركه يختار الفتاة التي يُريدها وبالفعل انتقل "سعيد" إلى بيت عمه وكان لدي عمه فتاة اسمها "سعيدة" وكانت تُحب سعيد للغاية ولكن لم تبح لأحد بسرها.
سعيد يرفض الزواج من سعيدة
وبعد أن كبر "سعيد" وأراد أن يتزوج ذهب إلى عمه ليقترح عليه الآخير أن يتزوج من ابنته سعيدة، ولكنه رفض وقرر أن يتزوج أخرى ليذهب معه عمه ويطلبان يد الفتاة ولكن كي يتم الزواج فعلى سعيد، القيام بإزاحة حجر هائل من أمام القصر أمام الفتاة التي يُريد الزواج منها؛ وذلك طبقًا لعاداتهم وأعرافهم وقتها.
وبالفعل استعد سعيد، لتلك المهمة ولكنه لم يستطع إزاحة ذاك الحجر ليتعرض إلى سيل من السخرية من الفتاة ومن ثم لم يتم الزواج.
اقرأ أيضًا..
ربنا يهني سعيد بسعيدة
هذا وتكرر ذلك الأمر مع أكثر من فتاة حيث لم يستطع سعيد، في أي مرة من هذه المرات أن يُزحزح ذلك الحجر الكبير، حتى أصابه اليأس ليُقرر الذهاب إلى عمه طالبًا منه أن يتزوج من سعيدة، وبالفعل وافق عمه ولكن عليه أولًا زحزحة هذا الحجر طبقًا لما تنص عليه تقاليدهم، وبالفعل حينما هَمَّ سعيد، لفعل ذلك لم يجد من سعيدة، سوى أنها قدمت له يد المساعدة قائلة بأن الزواج مشاركة وأنها ستبدأ تلك المشاركة في زحزحة هذا الحجر مع سعيد، وهنا أدرك سعيد مدى حب سعيدة له ولام نفسه لكونه لم يطلب يدها للزواج من البداية، ومن هنا جاء مثل "ربنا يهني سعيد بسعيدة".
الاستفادة من هذا المثل
هناك العديد من الدروس تكمن خلف قصة مثل "ربنا يهني سعيد بسعيدة" أولها أن الزواج مشاركة بين الطرفين كما قالت سعيدة، وأنه قد يقف أمام الإنسان عراقيل نحو تحقيق هدفه ولكن قد يكون في ذلك خير له؛ حيث يحمل له القدر ما هو أجمل مما كان يطمح إليه، وأخيرًا حينما نرى زوجين متحابين ومتفاهمين نقوم بالدعاء لهما والابتعاد عن الحسد لحياتهما.