حكاية المثل الشعبي القديم "زامر الحي لا يُطرب"
الأربعاء 08/يونيو/2022 - 06:00 م
إسراء الحسيني
مثل اليوم هو مثل شعبي عربي قديم يحمل في طياته حكمة بالغة الأهمية؛ حيث يتم استخدام هذا المثل حينما يتعرض الإنسان إلى التجاهل والنُّكران لما يفعله من أهله أو المقربين له وهذا المثل هو "زامر الحي لا يُطرب".
قصة المثل
اشتهر هذا المثل في منطقة الخليج العربي، وتعود قصته لشاب كان يتقن العزف على آلة المزمار؛ حيث كان يقوم كل ليلة قبل مغيب الشمس بالعزف على آلته أثناء رعية للغنم وكان لا يلقى أي كلمة حسنة من أهل قريته والذين كانوا يستمعون لتلك الألحان والتي كان يبلغ صداها أسماعهم، كما كانوا يتجاهولونه حينما يرونه، وفي ذات مرة وأثناء عزف هذا الشاب على آلته فإذ بأحد الرحالة كان يمر من أمامه واستمع إلى ما يعزفه وقد نال إعجابه وأثنى عليه وطلب منه أن يرافقه ويعزف هذه الألحان في بلاد أخرى مقابل ألف درهم شهريًّا، ليوافق الشاب ناويًا الرحيل عن قريته.
اقرأ أيضًا..
زامر الحي لا يُطرب
وبالفعل أقام هذا الشاب العديد من الحفلات برفقة الرجل الرحالة وذلك في العديد من الأماكن وكان ينال من التصفيق والهتاف ما لم ينله من قبل، كما ازداد غنى وثراءً من وراء ذلك، إلى أن تحدث ذات يوم مع الرجل الرحالة وقال له إنه يريد الذهاب إلى قريته وعزف تلك الألحان بها ليأتي رد الرحالة عليه بأن أهل قريته لا يفهمون في الفن وليس لديهم مال، ولكن بعد إصرار الشاب لم يجد الرحالة بدًا من الموافقة وبالفعل ذهبوا إلى قرية هذا الشاب والذي لم يعرفه أهل قريته لظهور علامات الثراء عليه، وما إن بدأ بالعزف حتى انصرف الجميع من حوله ولم يبق بجواره سوى الرحالة ورجل عجوز فقط وهنا قال الرحالة كلمته والتي صارت مثلًا نستخدمه حتى اليوم وهو: "زامر الحي لا يُطرب".