قصة المثل الشعبي «لا ناقة لي فيها ولا جمل» وعلاقتها بحرب البسوس
الجمعة 03/يونيو/2022 - 02:00 م
إسراء الحسيني
حينما يُريد أحدهم إقحامك في أمر ما وتجد أنك لن ترجع عليك أي فائدة منه بل بالعكس سوف يتسبب لك الأمر في مزيد من المتاعب والمشاكل التي لا تنتهي هنا سيأتي في عقلك ذلك المثل المعبر تعبير صادق عن كل ما سبق وهو "لا ناقة لي فيها ولا جمل".
بداية القصة
ترجع قصة هذا المثل إلى ما قبل ظهور الإسلام حيث عام 494م والذي اندلعت فيه حرب البسوس، والتي كان السبب فيها قتل ناقة على يد "كُليب"، والمعروف عنه أنه حاكم جبار من قبيلة تُغلب، وهذه الناقة كانت ملك لسعد الجرمي من بني شيبان؛ حيث قام بربط ناقته إلى جوار بيت جاره الجساس الشيباني وكانت حينها تُقيم لديه خالته والتي كانت تُدعى البسوس وفي أثناء مرور إبل كُليب أفلتت تلك الناقة الحبل وانطلقت نحو هذه الإبل ليقوم كُليب بإطلاق السهم عليها فأرداها ميتة ليفزع إليها صاحبها مُناديًا على جاره الجساس والذي انتفض لنصرته بعد أن سمع خالته تنادي بأعلى صوتها "واذُلاه.. واجاراه".
اقرأ أيضًا..
مقتل كُليب
انطلق الجساس نحو كُليب وبعد قتال طويل فيما بينهم، قتل كُليب على يد الجساس، لتبدأ بعدها حرب تستمر لمدة 40 سنة سُميت بحرب البسوس واشتهر عن هذه الحرب بأنها كانت حرب شؤم على القبيلتين طيلة الأربعين عام، لتقرر بعدها قبيلة بنو شيبان أن تلجأ إلى الحارث بن عباد كي يقف إلى جوارهم في هذه الحرب، والمعروف عنه مدى حنكته وخبرته في إدارة شئون الحرب والمنازعات وهنا لا يرى الحارث بأنه لا نفع عائد عليه من وراء هذه الحرب ليقول بعدها جملته الشهيرة والتي صارت مثلًا فيما بعد تتناقله الأجيال ألا وهي "هذا الأمر لا ناقة لي فيه ولا جمل".