حكاية مثل "جه يكحلها عماها" وعلاقته بالأفعى والحب
الإثنين 30/مايو/2022 - 04:00 م
إسراء الحسيني
سوء التصرف أحيانًا تجاه أمر ما برغم أن المقصد الذي نسعى وراءه هو الخير كفيل بأن يجعلنا نصل إلى نتائج سيئة، وهذا ما ينطبق على مثل اليوم ألا وهو "جه يكحلها عماها".
الحب والأفعى سر المثل
يعود هذا المثل إلى قديم الزمان؛ حيث كان يوجد رجل يُحب زوجته وكانت فائقة الجمال ولكن دائمًا ما كان يراها حزينة للدرجة التي أشعرته من خلالها أنها لا تُحبه، وهنا لم يستسلم ذلك الرجل للأمر فذهب قاصدًا امرأة اشتهرت بالحكمة ورجاحة العقل وحكى لها قصته فأشارت عليه بأن يأتي بأفعى ويُحكم غلق فمها جيدًا ويضعها على صدره ويتظاهر بالموت، فلم يتوانَ هذا العاشق في أن يفعل ما قالته تلك المرأة ولكن حدث ما لم يُحمد عُقباه.
اقرأ أيضًا..
جه يكحلها عماها
فبعد أن قام الرجل بوضع الأفعى كما قالت له تلك المرأة جاءت زوجته إليه بعد أن طال نومه كي توقظه لتفاجأ بوجود الأفعى فتظن أنه قد مات فتبدأ في النحيب مُنادية إياه بالحبيب وأنه سيتركها لنار الفقد، وهنا همّ الرجل واقفًا بعد أن تأكد من حبها وحينما رأته زوجته هكذا فهمت أنه كان يدعي الموت لتنوي بعدها عدم الرجوع إليه حتى يُكلم الحجر الحجر أو يُكلم العود؛ مما يُعني استحالة تحقيق أمر العودة إليه؛ مما جعل كل من سمع بالقصة يقول تلك الجملة والتي صارت مثلًا إلى يومنا هذا "جه يكحلها عماها".
التصرف السليم
ليُقرر الزوج الذهاب إلى تلك المرأة الحكيمة مرة أخرى ويسرد لها ما حدث وما قالته زوجته فتنصحه بالذهاب إليها أخذًا معه الرحى وما إن يبدأ في تدويره حتى يُصدر صوتًا كما لو كان كلامًا وهنا يصبح الحجر قد تكلم مع الحجر، أما عن حديث العود للعود فأشارت عليه بأخذ ربابة معه وما إن يبدأ العود في لمس الربابة حتى يصدران أعذب الألحان؛ مما يعني أنهما بتلك الصورة قد تحدثا، فلما رأت زوجته ذلك وإصراره على أن يُصالحها كما لمست حبه لها قررت العودة له مرة أخرى، وهنا يكون ذلك الرجل قد قام بالتصرف السليم الذي محا به الخطأ السابق.