"المقاطعجي والمصريين" حكاية مثل «اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع» وما مدى حرمانيته؟
السبت 21/مايو/2022 - 07:09 ص
إسراء الحسيني
تُعد الأمثال حصيلة لخبرات الشعوب؛ حيث تمتاز كل بلد بأمثالها التي تميزها دون سواها، ومن العجيب أن تمتد أمثال لقرون عديدة؛ حيث يرجع ذلك إلى أن تتناقلها الأجيال فيما بينها عن طريق قولها في حال حدوث موقف مشابه لموقف المثل الأصلي، كما أن الحكم والأمثال شائعة في الدول العربية وكذلك الأجنبية؛ حيث لم يستأثر العرب دون سواهم بذلك بل الأمر كان للجميع على حد سواء.
اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع
د لمثل "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع" تاريخ طويل يعود إلى زمن الحكم العثماني في مصر؛ حيث كان الحكام العثمانيون يقومون بفرض الضرائب على أهل مصر وكانت الدولة قد خصصت آنذاك شخص وظيفته الوحيدة هي جمع هذه الضرائب وذلك في أوقات محددة.
مدى حرمانية المثل
وقد وقع هذا المثل محل جدال ونقاش حول مدى حُرمانيته؛ وذلك لكونه حرم الجامع من التصدق بالأموال في حال ما إذا كان البيت في حاجة إليها، ولكن لإيضاح الأمر وتبرئة المثل وقائليه من الوقوع في الحرام فإن كلمة الجامع كانت تُطلق حينها على الشخص الموكل بجمع الضرائب وقتها من المصريين، كما كان يُسمى أيضًا "مقاطعجي" أو "الملتزم" وكذلك "جامع الأموال"، ونظرًا لظروف المعيشة الصعبة التي كان يحياها المصريين وقتها فكانوا لا يستطيعون دفع هذه الضرائب لذا شاعت تلك المقولة وقتها.
بركة يا جامع
وكان المصريون يبذلون قصارى جهدهم من أجل جمع هذه الأموال المفروضة عليهم كضرائب قبل الوقت الذي من المفترض عليهم أن يدفعوها فيه، وفي حال عدم مجيء جامع الأموال تنطلق عبارة أخرى صارت مثلًا فيما بعد وهي عبارة "بركة يا جامع"، أي إنه من الجيد عدم مجيئه لسبب يعود إليه وليس لسبب أنهم لم يستطيعوا جمع المال لإعطائه إياه.