تفاصيل جديدة ومثيرة في قضية مقتل مُحفظة قرآن بالغربية ودفن جثتها بحظيرة المواشي
الإثنين 09/مايو/2022 - 12:23 م
محمد على
تجرد زوج من أدنى مشاعر الإنسانية وانعدمت بداخله المودة والرحمة، عندما انهال على زوجته وأم ابنه بالضرب وقام بتقييد يديها وقدميها وخنقها حتى فارقت الحياة، ثم دفنها في حظيرة مواشي خاصة بالمنزل على أطراف القرية التي يقيم فيها بمركز قطور بمحافظة الغربية، ثم توجه لمركز الشرطة يبلغ عن اختفائها وبحوزتها المصوغات الذهبية، لكن يقظة رجال الشرطة جعلتهم يتمكنون من فك لغز الجريمة وكشفها واقتياد المتهم للنيابة للتحقيق معه.
نهاية مأساوية
لم تكن تتخيل سماح تلك السيدة البشوشة التي تعمل مُحفظة للقرآن الكريم في أحد المعاهد الأزهرية، أن تكون تلك هي نهايتها المأساوية على يد زوجها المزارع فكانت على يقين أنه سوف يصون العشرة ويراعي المودة والرحمة على الأقل رغم كثرة الخلافات بينهما، حاولت أن تصلح من حاله كثيراً لكنها فشلت فقد اعتاد أن يمارس قوته عليها ويضربها بمبرر ودون مبرر وأمام ابنهما الصغير.
ذات مرة جلست سماح داخل غرفة نومها حزينة ودموعها منهمرة، وهي تتذكر لحظة زفافها منذ 13 عامًا، حينما تقدم إليها أحد الأشخاص من قرية بلتاج بقطور، وطلب يدها من أسرتها وتمت الزيجة وبعد عام رزقهما الله بطفل صغير، لكن وبمرور الشهور تحولت حياتها إلى جحيم وبدأت الخلافات الزوجية تدب في المنزل، حتى قررت الانفصال بعد أقل من عامين زواج وأخذت ابنها معها، وقررت أن تعتمد على نفسها لكي تربي ابنها، ورفضت الزواج مرة أخرى، وبعد مرور 8 سنوات من الانفصال طلب الزوج العودة إليها نادماً على ما مضى وأمام إصراره وافقت حتى يرفع عنها الحمل في تربية الابن الذي أصبح في سن المراهقة، لكنها اكتشفت أن زوجها لم يتغير، الطباع كما هي، وبدأ ينهال عليها بالضرب كلما اختلف معها، ولم يكن أمامها سوى أن تتحمل على أمل أن ينصلح حاله لكن الحال يزداد سوءًا.
اقرأ أيضًا..
شجار دائم وضرب مبرح
وفي آخر أيام شهر رمضان الماضي حدث خلاف بين سماح وزوجها واعتدى عليها وقامت بالاتصال بشقيقتها الكبرى سعاد، وأبلغتها أن زوجها تعدى عليها بالضرب المبرح، فطلبت منها شقيقتها الهدوء والصبر، وفي أول أيام عيد الفطر المبارك، اتصلت بها شقيقتها مرة أخرى للاطمئنان عليها، واكتشفت أن المتهم تعدى عليها بالضرب مرة أخرى، وعلمت بأن أحد الجيران تدخل للصلح بينهما، وفي ثاني أيام العيد، أجرت شقيقتها اتصالًا بها، وطلبت منها الحضور لمنزلها وقضاء أيام العيد معها، وفي نفس اليوم اتصلت بها مرة أخرى ولاحظت أن هاتفها المحمول مع نجلها، فطلبت منه أن يطمئنها على شقيقتها عندما يعود للمنزل، في الوقت نفسه استغل المتهم عدم وجود أحد بالمنزل وقام بتوثيق يد زوجته بالحبال وتكميم فمها والتخلص منها بالقتل ودفنها في حظيرة للماشية بجوار المنزل، ثم عاد يمارس حياته بشكل طبيعي وكأن شيئاً لم يكن، عاد الابن للمنزل فلم يجد أمه وسأل والده عنها، فأجابه بتهكم "روح دور على أمك في المقابر"، هنا شعر الابن بحدوث مكروه لوالدته فأبلغ خالته والتي جاءت للمنزل مسرعة، وٍسألت عن شقيقتها وحاول المتهم إبعاد التهمه عنه، فقال لها أنها خرجت لشراء سردين ورنجة ولم تعد للمنزل حتى الآن، وخرج يبحث عنها معهم دون جدوى، بل أنه توجه لمركز الشرطة ليبلغ باختفائها ومعها المشغولات الذهبية.
عاد بعدها الابن للمنزل ليرى عمته وهي تقوم بغسيل جوال وبه آثار للدماء مما جعله يشك في الأمر، وحاول الاستفسار من عمته لكنها ضللته ونهرته وقامت بإخفاء الجوال في مياه الترعة، فقام بإبلاغ الشرطة التي انتقلت للمنزل وبدأت في إجراء تحرياتها السريعة لكشف غموض الواقعة حتى توصلت إلى أول خيط وهي آثار الدماء الملطخة في بعض الأماكن ولبس المجني عليها، وبتضييق الخناق على الزوج اعترف بالواقعة .
اختفاؤها يوم العيد
وقالت شقيقتها سعاد الجنيدي: "إن سماح تعمل محفظة للقرآن الكريم في أحد المعاهد الأزهرية فهي خريجة كلية دراسات إسلامية، وتزوجت منذ نحو 13 عاما من زوجها المتهم الحاصل على دبلوم ثانوي صناعي ويعمل مزارع وأنجبت باسم طالب بالصف الثالث الإعدادي، ونشبت خلافات بينهما منذ فترة وطلق شقيقتي قبل ذلك وتزوج بأخرى، وأنجب منها طفلا وطفلة ثم دبت الخلافات مع زوجته الثانية وعاد لشقيقتي منذ 3 سنوات، ومؤخرًا كان يحاول أن يأخذ مرتبها للإنفاق على احتياجاته إلا أنها رفضت وطلبت منه أن يقوم بتسجيل منزل الزوجية باسمها كي تحفظ حقها إلا أنه رفض حتى فوجئنا باختفائها يوم العيد ثم حصل اللي حصل".
استخراج الجثة
ويقول نجلها باسم، إنه لا يصدق ما فعله والده بأمه كما أنه كان سيلقى مصير أمه على يد عمته التي كانت ستخنقه عندما اكتشف آثار الدماء على جوال وحاولت اخفاؤه عنه وقامت بتهديده ألا يتكلم عن خلافات أبوه وأمه حتى توصلت الشرطة للحقيقة، ونجح فريق البحث في استخراج الجثة بعد أن أرشد المتهم عن مكانها، وتم نقلها إلى مستشفى المنشاوي العام بطنطا، وتم التحفظ على الزوج وتحرير محضر بالواقعة وقررت النيابة سرعة طلب تحريات المباحث حول الواقعة وندب الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية لمعرفة سبب الوفاة، وفي مشهد جنائزي مهيب شيع أهالي قرية بلتاج بقطور جثمان المجني عليها إلى مثواها الأخير بمقابر أسرتها وسط حالة من الحزن انتابت الجميع.