في ذكرى رحيلها.. "إيفا براون" تزوجت هتلر 40 ساعة فقط ثم انتحرت معه
في مثل هذا اليوم الثلاثين من أبريل 1945 انتحرت إيفا براون زوجة هتلر وهي في الثالثة والثلاثين من عمرها..
مولدها كان في ميونيخ 6 فبراير 1912، والدها كان مدرسًا ووالدتها فرانشيسكا كروت بيرجر التي كانت تَعمل خياطة قَبل زواجِها.
انفَصَلَ والداها في عام 1921م، ثُمَ تزوجا مُجدداً في عام 1922م، وقد
كانَ انفصالهما لأسباب مالية.
دَرست إيفا في مدارس ثانوية كاثوليكية بميونخ، ثُم دَرست سَنة في مدرسة
إدارة الأعمال في اتحاد الأخوات الإنجليز في زيمباخ آم إن وَمِنها حَصلت على مُؤهل
مُتوسط.
نَشطت إيفا في ألعاب القُوى، وفي سِن السابعة عَشرة عملت مُساعدة لِهينرش
هوفمان الذي كانَ في ذلكَ الوَقت المُصور الرَسمي للحزب النازي.
عُينت بعد ذلك مُساعدة لمدير مبيعات كليرك، وَلم تَلبث إلى أن تَعلمت
استخدام الكاميرا وتحميض الصُور.
إيفا براون وهتلر
قابلت إيفا هتلر للمرة الأولى عام 1929م، وكانت في ذلك الوَقت في الثالثة
والعشرين من عُمرها؛ حيثُ قابَلته في استوديو هوفمان بميونخ، وَقَدمَ هوفمان هِتلر
لَها باسم «السيد وولف».
حاوَلت إيفا الانتحار في اليَوم العاشر أو الحادي عشر من شهر آب (أغسطس)
عام 1932م وذلكَ بإطلاق النار على صَدرها من مُسدس والدها، ويرى المؤرخون أنَّ هذه
المُحاولة لم تكن جدية ولكن كانت للفت انتباه هِتلر لَها، وقد نَجحت في ذلك فَبعد تماثُلها
للشفاء ازداد ارتباط هتلر بِها وَبنهاية عام 1932م أَصبحا عَشيقين، وكانت إيفا تَمكُث
طوال الليل في شَقته عندما يَكون هوَ في ميونخ، وعَمَل إيفا مُصورة لِحساب هوفمان مَكنها من السَفر بِرفقة هتلر كَمصورة للحزب النازي،
ثَُمَ بعد ذلك عَملت لِحساب هوفمان في المَجال الصَحفي.
في الأوائِل مِن شهر أبريل عام 1945م، سافَرت إيفا من ميونخ إلى برلين
لِتكون مَع هتلر في مَلجأ الفوهرر، وَرفضت ساعتها الهَرب عند اقتراب الجَيش الأحمر
من العاصِمة، وبعد مُنتصف ليلة الثامِن والعشرين أو التاسع والعِشرين من نفس الشهر
تَزوجَت إيفا من هِتلر في احتفال مَدني صَغير قَصير في ملجأ الفوهرر، وبعد ذلك أَخذ
هِتلر إفطارًا مُتواضعًا مع عروسته الجَديدة.
اقرأ أيضًا..
إيفا والسياسة
كان رأي إيفا السياسي ذا تأثير بَسيط على هِتلر، وَلم يَسمح لها هتلر بالجُلوس عندما يَكون الحَديث عن السِياسة أو الأعمال، وكان يُرسلها خارج الغُرفة عندَ وجودَ الائتلاف الوِزاري أو النُخبة النازية، وذلكَ لِأنها لَم تكن عُضواً في الحِزب النازي، وكانت إيفا تَهتم بالرياضة، والموضة، والسينما، وكانت لَها حياتُها الخاصة بعيداً عن الحَياة السياسية فَلم تُظهر أي اهتمام بالسياسة، إلا في مَرة واحدة عام 1943م عَقبَ تحول ألمانيا إلى حرب اقتصادية شامِلة، وقد كان ذلك يعني لإيفا بأنه سيتم فَرض حظر مُحتمل على مُستحضرات التَجميل النِسائية والكَماليات.
كانت إيفا مُولعة بِكلبيها الإسكتلندي (وكانَ اسمه النَجاشي)
والهولندي (وكانَ اسمُه ستاسي)، وكانت تتركهما يَشاهدان أفلاماً مميزة، وكانت
تُبعدهما عن كَلب هتلر لِكُرهها لَه، وفي
التاسع والعشرين من أبريل عام 1945م أمرَ هِتلر بكبسولتين من السيانيد إحداهما
لاختبارها على الكلب والأُخرى لانتحاره هوَ وإيفا، وقامت إيفا بِقتل كِلابها عن
طَريق كِلاب هِتلر في الثلاثين من نفس الشهر.
زواج وانتحار
في الثَلاثين من أبريل بَعد الواحدة ظُهراً ألقى هتلر وإيفا الوَداع على الطاقم وأعضاء الدائِرة الداخِلية، وفي وَقتٍ لاحق في ظُهر اليَوم أي في تمام الساعة الثالثة والنِصف وخمس دقائق أبلغَ شهود عَيان عن سَماع طَلقات نارية، وبعد عدة دقائق دَخل خادم هِتلر هايزلينج وَمعاون هِتلر أوتو جيونخ إلى غُرفة المَعيشة لِيجدوا إيفا وَهتلر جُثتين هامدتين على أريكةٍ صَغيرة، وكانتَ إيفا قد عَضت على كَبسولة تحتوي على سَم السيانيد، وَهتلر قد أطلقَ النار على نَفسه في الصِدغ الأيمن من رأسه، وبعد ذَلك أخرج جُثمانيهما عبر مَخرج الطوارئ إلى حَديقة خَلف مَبنى مُستشارية الرايخ حيثُ أحرقت، وبالتالي فإن إيفا ماتت في الثالثة والثلاثين من عُمرها.
وَعثرَ الرُوس على بَقاياهما مُتفحمة بعد أن دُفنا سراً.