يفطرن على «شبسا بستا» ويتسحرن بـ«الحلوفة»..عادات وطقوس نساء الشركس في رمضان

"تحم ونئ ونمازا قابل يش" بتلك الكلمات يهنئ الشركس بعضهم برمضان، وهي تعني "الله سبحانه وتعالى يتقبل صيامكم وصلاتكم إن شاء الله"، وبتلك الكلمات بدأت تالين ضياء الدين، النائبة في الجمعية الشركسية في منبج حديثها عن عادات وتقاليد الشركس في رمضان.

وأكدت ضياء الدين في حديثها لـ«هير نيوز»، أن استعداد المرأة الشركسية في رمضان مثل استعداد أي امرأة عربية، حيث يكون التحضير للصيام والعبادة لهذا الشهر الفضيل.

الإفطار الشركسي.. شبسه باستا

وأضافت النائبة في الجمعية الشركسية في منبج، أنه تتنوع الوجبات في رمضان طبعا من أكلات شركسية وأكلات عربية متنوعة بشكل عام، إلا أنه يتصدرها أكلة شبسه باستا، وهي تعتبر الوجبة الشركسية الأساسية التي تقدم على المائدة سواء في الوطن الأم أو الشتات، وهي تتكون من  طحين وفروج "فراخ" يضاف إليها برغل ناعم.

وبينت ضياء الدين، أن الشبس باستا هي أكتر الأكلات المحبوبة والمرغوب فيها لأنها وجبة رئيسية من الأكلات الشركسية، كما أنه تفضل الأسر الشركسية الإفطار الجماعي مع الأقارب لأنها يكون فيها مودة ورحمة.

السحور الشركسي

بينما السحور يتنوع شيئا ما من أكلات شركسية مثل الحلوفة الشركسية، وهي عبارة عن عجينة مكونة من طحين والحشوة بطاطا أو لحمة وبعدها تنقله بالزيت.

ونعتبر ثاني الأطباق الرئيسية على مائدة السحور الشركسية هي الجبنة الشركسية، وهي جبنة تصنع في شمال القوقاز حيث الجمهوريات الشركسية الثلاثة وفي دمشق، حيث انتقلت إلى المنطقة العربية، وتعد الجبنة الشركسية هي نوع من الأجبان المعتدلة التي لا تذوب عند القلي أو الخبز والتي تتفتت كالفتة، وذلك إلى جانب الشاي الشركسي.

الحلويات.. اللقمة الشركسية

بينما قائمة الحلويات الشركسية تتصدرها الطبق الشركسي الشهي والمسمى اللقم الشركسي ويُعد من أبرز حلويات الشركس في الشهر الفضيل، ومكوناته عبارة عن طحين وسكر وبعدها يخلط جيدًا ثم يضاف له زيت ولبن رائب، ثم يقطع ويقلى في الزيت الساخن.

"نوغاشاي"..الشاي الشركسي

لا يوجد غير الشاي الشركسي كمشروب رئيسي في رمضان، والذي يسمى ( نوغاشاي )، وهو الزي يزين جلسات سمر الشركس، مشيرة إلى أن الشاي الشركسي بعيد جدا عن الشاي العربي، لأن الشاي الشركسي يتكون من حليب وشاي وفلفل أسود وملح.

بدون مسحراتي أو أغاني

بينما بينت ضياء الدين، عن ظاهرة المسحراتي بأنه لا يوجد مسحراتية من الشركس، ونفت ضياء الدين وجود حفلات أو احتفالات شركسية في رمضان لأن الشهر الفضيل هو شهر الصيام والعبادة، كما نفت وجود أغاني تراثية شركسية عن رمضان، رغم الإنتاج الشركسي الكبير من موسيقى وأغاني.

البرغل.. ملك الموائد

بينما كشف عبد السلام لاش، أستاذ اللغة الشركسية والمرجعية الشركسية، عن البرغل أن أحد أعمدة الطعام الشركسي، حيث عرف المشرقيون البرغل، وهو جريش القمح المسلوق، يشبع المرء بسرعة ويقيته لمدة يوم بأكمله، خلافاً لوجبة (المخلوطة) التي ما تكاد تصل مكوناتها إلى زنار المرء حتى يشعر بالجوع، وكذلك (الكشكية) التي يهضمها الجسم قبل وصوله إلى باب الدار، كما عرفوا قيمة البرغل الغذائية وأنه مقو للمفاصل عامة ومفاصل الركبتين خاصة.

وبين لاش لـ«هير نيوز»، أنه أكدت الدراسات المعاصرة والأبحاث المخبرية والطبية صحة ما عرفه إنسان العصور القديمة، وأن البرغل ذو فوائد صحية عديدة وذو قيمة غذائية عالية. فعدا عن استهلاك البرغل كطبق رئيس في الأرياف وفقراء المدن، فإنه يدخل في مكونات العديد من الوجبات والأطباق، كالكبة وأطباقها المتعددة، والبرغل مع الطماطم أو اللحم والسلطات وغيرها.

وعددت منافعه في غناه بالألياف والأملاح والفيتامينات والبروتين والمعادن في رأس القائمة. وتذكر المصادر المختلفة أنه يتحكم في نسبة السكر في الدم بشكل أفضل من الأرز، كما أنه مضاد لبعض آفات السرطان، ومخفف للالتهابات المفصلية، ومقلل من الإصابة بأمراض القلب والدم، وهشاشة العظام والذاكرة والجهاز الهضمي.، وغير ذلك من فوائد غذائية وعلاجية.

..اقرأ أيضًا

«تشريب اللحم الأحمر والباتشا».. أغرب طقوس النساء العراقيات على مائدة رمضان