«رفع الأذان بالمساجد في سن العاشرة وندم على دخوله الفن».. أسرار في حياة مسحراتي المحروسة سيد مكاوي
"مسحراتي.. منقراتي.. في البلد جوال" لا يمكن أن يأتي رمضان بدون صوت المسحراتي الذي يشق صمت الليل قبل آذان الفجر بصوته المميز، الذي يدخل البهجة والسرور على الكبير والصغير وخاصة الأطفال حاملاً طبلته، وينادي في الشوارع والحارات على أسماء سكان الشارع، ويردد الأطفال أغانيه ومقولاته، ولا يمكن ذكر المسحراتي دون أن يتردد الصوت المميز في آذاننا للفنان سيد مكاوي، الذي عرف بنظارته السوداء والجلباب الذي اشتهر به، وطلبته التي كان يمسك بها، وصوته الأصيل الذي نقل الواقع المصري بحاراته وشوارعه الشعبية.
يعتبر الفنان سيد مكاوي، ابن القاهرة
التاريخية ذات الألف مئذنة وبركات الأوليات ونفحات آل البيت، فهو من مواليد حارة
قبودان بحي السيدة زينب العريق لأسرة شعبية، ورغم فقدانه لنعمة البصر في الرابعة
من عمره إلا أنه كان له ذاكرة قوية فيكفي أن يسمع الموشح مرة واحدة ليحفظه، وأتاحت
له تلك الذاكرة أن يقرأ القرآن ويرفع الآذان في مسجدي أبو طبل والحفي بمنطقة الناصرية في سن العاشرة.
لا
يمكن الحديث عن المسحراتي دون أن نتذكر
كلمات الراحل فؤاد حداد، مبتكر كلمات المسحراتي حيث أن ابن أحد الأحياء الشعبية
أيضًا وهو حي الظاهر العريق في وسط القاهرة، وتعود جذوره إلى أسرة بروتستانتية
لبنانية، وأنشئت جائزة باسمه تقديرًا لموهبته الشعرية.
كان المسحراتي برنامج إذاعي، يتناوب على
تقديمه مجموعة مختلفة من الملحنين الذين يستعينون في تقديم الحلقة بفرقة موسيقية،
ولكن شهد البرنامج نقلة أخرى عندما اسندوا الحلقات للملحن سيد مكاوي فاشترط تقديم
الحلقات بنفسه، واستبدال الفرقة الموسيقية بصوته ويرافقه طبلة المسحراتي، وبالفعل
بعد تسجيل 3 حلقات، لاقت إقبال ونجاح كبير.
كما تطرقت إلى حادثة تسببت في غضب والدها،
وهو أن تتر المسحراتي عندما عرض في التليفزيون تم حذف اسم فؤاد حداد من التترات،
مما تسبب في شن هجوم من الصحافة على سيد مكاوي وغضب حداد، مما جعل والدها يقول
"أنا مش شايف التتر علشان أعرف"، وهي المرة الأولى التي ندم فيها على
دخوله الفن.
بينما كشف سعد القليعي صديق عمره، أن سيد
مكاوي حلقة الوصل بين مرحلة المشايخ في الموسيقى وبين حلقة التطور الثانية
التي بدأها محمد عبد الوهاب، وكانت تفوح من موسيقاه التطريب العثمانلي أو المتترك،
ولكنه صبغ موسيفاه بصبغة مصرية خالصة .