"من الفانوس النحاسي لمحمد صلاح" رحلة تطور أشكال الفوانيس في مصر
عند الحديث عن تاريخ الفانوس في مصر يتوقف معظمنا عند الفانوس الذي تم استقبال المعز لدين الله الفاطمي به عند دخول الفاطميين إلى مصر، ولكن الحقيقة أن الكثير من مشاهد الفانوس التي تعلق في أذهاننا تختلف عن مشهد الفوانيس الحالية جملة وتفصيلاً.
أقدم فانوس باقي
يتساءل الكثيرون ونحن معهم، أي الأشكال
كان يتجسد بها الفانوس القديم في العصر الإسلامي، أهو شبيه بفوانيس طفولتنا أم مختلف،
والحقيقة أننا نمتلك بعض النسخ القديمة من فوانيس العصر المملوكي بين دفتي متحف
الفن الإسلامي، مثل الفانوس النحاسي الباقي من عصر السلطان حسن، والذي يعود إلى القرن الثامن
الهجري (الرابع عشر الميلادي)، وهو مثمن الشكل ويحمل الجزء الأوسط منه كتابات باسم
السلطان الناصر حسن وألقابه، وقد أُدرجت المصابيح الزجاجية على أربعة مستويات منه.
بينما يأتي الفانوس الأروع بعده بقليل
وهو فانوس السلطان قايتباي، وهو مصنوع من النحاس ويعود إلى القرن التاسع الهجري،
ويتميز بشكله الهرمي، وتملأ الزخارف كل ضلع من أضلاعه بشكل بخاري، وبأسفل الفانوس
أماكن لوضع القرايات، ولا يمكن أن تخطئ عيناك الكتابات بخط النسخ الممهورة باسم
السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قايتباي.
هدية السلطان
الفوانيس الملكية
وظهر في العصر الملكي نوعين من الفوانيس، الأول فانوس اسمه "البرلمان"، وكان في مرحلة
الثلاثينات وتصميمه مستوحى من قاعة
البرلمان، أما فانوس "فاروق" يعود إلى الملك فاروق الذى أمر خدمه بتصنيعه ليزين به
القصر الملكي في أحد احتفالاته بعيد ميلاده.
بينما كانت توجد أنواع أخرى
"شعبية" في أسواق مصر مثل المركب والترام والمرجيحة وأبو سبله وعبد
العزيز وغيرها، وكانت تلك الفوانيس تصنع من الصفيح وقطع الزجاج الصغيرة، كما كانت
الفوانيس أحد علامات شوارع مصر في رمضان حيث كان لا يخلوا شارع من فانوس يتوسطه
وكان عبارة عن هيكل خشبي مطعم بالزجاج والورق.
وتطورت صناعة الفوانيس فيما بين 1918 و1935،
حيث استبدل الصناع الشمعة القديمة بمادة الكرون، والتي تجعل الفانوس وكأنه مضاء
بالكهرباء، وكانت أسعاره ما بين مليمين و5 قروش حسب حجمه.
أنواع الفوانيس
نستخدم الكثير من الفوانيس في صغرنا أو
وجدناها معلقة في شوارعنا، ولكن دون أن يعلمون اسمها، مثل "أبوحشوة" أو
"أبو شرف" والتي ترجع إلى أول صانع قام بابتكارها، وكانوا يقومون بكتابة
أسمائهم عليها.
تعتبر أصعب الفوانيس صناعة الفانوس أبو ولاد، والنجمة، باعتراف شيوخ ورش تصنيع الفوانيس في تحت الربع معللًا
صعوبة الفانوس بتلك الأشكال لاستهلاكها ما يزيد على 66 قطعة زجاج ملون.
حيث يتخذ فانوس شكل النجمة، ولا يختلف سوى
في الجزء الأوسط منه شكل نجمة، وهو أعقد
أنواع الفوانيس حيث يستغرق إنتاج 10 قطع من الفانوس النجمة، نحو أسبوع كامل، كما يشارك
في صنعه 3 من أمهر الصناع، ويجد منه 3 أشكال
مختلفة في الحجم، فمنه "الكبير" الذي يقبل على شرائه الفنادق والمحلات، والمتوسط
الذي يعلقه المصريون في شرفات المنازل، في حين يستخدم الأطفال "الصغير" منه
كقطعة ديكور..
اقرأ أيضًا..
«تكريزة وسكبة رمضان».. أشهر عادات استقبال شهر رمضان المُبارك في سوريا| فيديو جراف
ويعتبر شقيقه في الصعوبة الفانوس أبو ولاد وتميز بأنه كبير الحجم وهو عبارة عن فانوس تحيطه مجموعة من الفوانيس الأصغر منه، وكان يتم شراؤه ليوضع في أحد أركان المكان أو تعليقه في بهو واسع.
بينما فانوس شق
البطيخ جاء اسمه من هذه الفاكهة الصيفية الجميلة، حيث تجد اطراف هذا الفانوس تشبه
شقوق البطيخ الدائرية.
اقرأ أيضًا..
القراصة والنعيمية والحلو مر.. إبداعات السودانيات على مائدة رمضان
تقاليع الفوانيس الصيني
رغم الانتقادات التي وجهت للفانوس
الصيني إلا أنه وثق الكثير من أحداث ونجوم مصر وسطر تاريخ في فترة وجوده القريبة،
فكانت أشهر صيحات البداية لفوانيس رمضان الصيني في عام 2009 على هيئة المفتش
كرومبو، وتعددت أشكاله ما بين "كرومبو راكب موتوسيكل" و
"كرومبو يرقص ويغنى رمضان جانا"، وثالث يرقص ويردد مقدمة فوازير كرومبو
بصوت الشخصية الأصلية، ورابع "شعبي" بسعر أرخص، ورافقه إلى السوق المصري
مجموعته الشهيرة التي تضم "حمبوزو لاوي بوزوا" وسعيد الغتيت"،
ويتراوح سعر الفانوس بين 20-75 جنيها مصريا.
-
وفي عام 2010 ظهر فانوس كل من النجم محمد
أبو تريكة على شكلين الأول وهو يرفع علم مصر
في يده اليمنى وكأس الأمم الإفريقية في يده اليسرى ويرتدي تيشيرت مصر عليه رقم 22،
والآخر ممسكًا بكرة القدم في يده، وكذلك حسن شحاتة يقف على قاعدة بلاستيكية ممسكا بالكرة
بيده ويغني، أما ثاني شكل فهو "فانوس حسن شحاتة" بشاربه الأبيض، راكبا موتوسيكلًا بزي مصر الأحمر.
وفي عام 2015، أنتجت الصين شخصيات الكارتون
القديمة مثل بوجي وطمطم، سلاحف النينجا وشخصيات ديزني مثل فروزين ورجل الثلج أولاف، ولكن الجيل الحالي لا يعرف سوى فانوس نجم ليفربول محمد صلاح وبكار.