قدمتها آمال فهمي وأداها ثلاثي أضواء المسرح.. أسرار وكواليس أول فوازير بالوطن العربي

يتساءل الكثير من الناس كيف كانت فوازير رمضان قبل نيللي وشريهان، ولكن الحقيقة أنه شهدت الحقبة الناصرية ميلاد أول فوازير رمضان في العالم العربي، ولم يكن ميلاد سهلاً ما بين أثير الإذاعة وشاشة التليفزيون، حيث قدمتها كبار الإذاعيين مثل المذيعة آمال فهمي والتي سبقت برنامجها الأشهر على الناصية، وكانت كلماتها من تأليف الشاعر صاحب الأغاني الأروع لأم كلثوم "بيرم التونسي"، وأداها على الشاشة الصغيرة ثلاثي أضواء المسرح.

فوازير آمال فهمي.. أول فوازير عربية

بدأت فوازير رمضان مع أثير الإذاعة المصرية علي يد صوتين لامرأتين مصريتين هما الإعلامية  آمال فهمي المولودة عام 1921، وكانت أول من أدخل الفوازير عبر الأثير مع زميلتها سامية صادق، حيث كانت عبارة عن أسئلة ويقوم الجمهور بإرسال الإجابات عبر البريد.

وكتب الفوازير الإذاعية كبار الشعراء مثل الشاعر المبدع بيرم التونسي، ليصبح أول كاتب للفوازير إلى الإذاعة المصرية، واستمرت في عملها مع التونسي لخمس سنوات، وكانت أكبر مشكلة واجهتها هي القيام بالتعديل في الفوازير حيث لم يسمح لها إلا بتبديل كلمات قليلة وهي تقول عن ذلك في حوارها المنشور في مجلة سيدتي رمضان 1998 "على فكرة أم كلثوم ماكنتش تقدر تغيَّر كلمة من كلامي"، وكانت كوكب الشرق أم كلثوم  أول ضيفة في أول حلقة لفوازير رمضان التي بثتها الإذاعة.

بينما كانت أصعب شيء في عمل الفوازير الأولى هي الكمية المهولة من الرسائل التي كانت تصل للإذاعة والتي وصلت في إحدى المواسم إلى مليون رسالة، وألغت الإذاعة إجازات العيد ليتم سرد الرسائل واختيار الفائزين.

على رأي المثل.. أول فوازير تلفزيونية عربية

انتقلت الفوازير إلى التليفزيون بعد عام واحد من إنشاؤه وكانت "على رأى المثل" أول فوازير يقدمها التليفزيون الخميس، وكانت أول شيء يبثه التليفزيون بعد عودة إرساله في الثامنة مساء عقب القرآن الكريم، وكانت تدور فكرة الفوازير حول مثل يقدم في تمثيلية قصيرة مدتها لا تزيد عن عشر دقائق، ويجيب المشاهدين تليفونيا بالمثل المطلوب، فكان هذا البرنامج بمثابة فوازير يشارك فيها المشاهدون.

كانت التمثيليات يكتبها الشاعر بيرم التونسى وهي عبارة عن 30 حلقة لـ30 من الأمثال الشعبية المصرية، وينصح التونسي المشاهدين بالرجوع إلى كتاب الأمثال الذي وضعه الأديب محمود تيمور؛ لأنه كان مرجعا له في كتابة التمثيليات، ويرسل التونسى إجابات الحلقات في اليوم الأخير من رمضان إلى المسئولين بالإذاعة.

ثلاثي أضواء المدينة

"فوازير رمضان.. فكرة بسيطة.. من غير زيطة.. مافيهاش ولا عقدة ولا شنيطة".. هكذا بدأت فوازير رمضان عام 1967 على لسان ثلاثي أضواء المسرح (المكونة من سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد )، عندما استثمر المخرج التليفزيوني أحمد سالم في نجاحهم السينمائي ليكونوا أبطال موسم الفوازير الرمضاني، وقدموا مزيجا رائعا ما بين الدراما والعمل الاستعراضي، وكانت الحلقات من فكرة الشاعر حسين السيد.

اقرأ أيضًا..

«أنا بتهزق ومش هذيع».. رد فعل عنيف من «صابرين» ضحية أولى حلقات «رامز موفي ستار»