حكم التسمية بأسماء تُطلق على الله مثل رحيم وكريم ومالك؟.. «الإفتاء» تُجيب
يحتار الكثير من الأمهات والآباء في اختيار اسم مناسب لمولودهم الجديد، فالبعض قد يختار اسما تقليديا أو قديما، أو اسم يقصد من ورائه مغزى أو معنى معين، والبعض قد يحاول التجديد في اختيار اسم المولود، ولكن هناك بعض الأسماء التي قد تحمل شبهة عدم شرعيتها، أو قد يتشكك البعض هل هي حلال أم حرام، ومنها اسم رحيم، وكريم، ومالك، ومؤمن، ورؤوف، ورشيد، وغيرها من الأسماء التي تكون لله سبحانه وتعالى وتحمل صفاته له جل وعلا، فما حكم الشرع في التسمية بهذه الأسماء؟
وتعرض لكِ سيدتي «هير نيوز» الإجابة عن ذلك السؤال، من خلال فتاوى دار الإفتاء المصرية، وفتوى الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية.
حكم التسمية باسم «رحيم وكريم»
ويقول الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الاسم في اللغة هو ما دلَّ على مُسمًّى؛ كما قال أبو البركات الأنباري في "الإنصاف" (1/ 20، ط. المكتبة العصرية)، والتسمية: مصدر سَمَّى؛ أي: جعل له اسمًا.
والأصل هو جواز التسمية بأيِّ اسمٍ، إلا ما وردَ الشرعُ بالنهي عنه أو عن جنسه؛ كأنْ يكون مختصًّا بالله تعالى بحيث لا يُطْلَق إلا عليه سبحانه؛ كاسم "الله"، و"الرحمن"؛ ولذا فلا يجوز إطلاق القول بأنَّ أيّ اسم للهِ تعالى لا يجوز التسمية به؛ إذ إنَّ لله تعالى أسماء مختصةً به كـ "الله" لا يجوز التسمية بها بحال، ولله تعالى أسماء مشتركة يجوز التسمية بها، وقد أطلق الله تعالى على نبيه بعضًا من أسمائه كـ "عزيز" و"رؤوف".
وقد قرّر بعض فقهاء الحنفية جواز التسمية بأسماء الله تعالى المشتركة؛ فجاء في "بريقة محمودية" (3/ 234، ط. الحلبي): [التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى؛ كـ "العلي" و"الكبير" و"الرشيد" و"البديع" جائز؛ لأنَّه من الأسماء المشتركة، ويرادُ به في حق العباد غيرُ ما يراد به في حق الله تعالى].
وقد جرى عملُ المسلمينَ على التَسْمِيةِ بأسماءِ الله تعالى التي لا تُخْتَصُّ به كـ "كريم" و"مالك" و"مؤمن"، و"رحيم" وغيرها، ولم يُنْكِر عليهم في ذلك أحدٌ ممن يُعتَدُّ بإنكارهم.
وعلى ذلك تكون التسمية بهذه الأسماء جائزة شرعًا، ولا حرج في ذلك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.