حريفة الكتابة «سناء البيسي».. أسطورة الصحافة العربية
"هيهات
أن أصل ذروة البلاغة التي تتمتعين بها"، هكذا قال عنها نجيب محفوظ، فهي حريفة الكتابة التي غيرت مفهوم الصحافة
النسائية من مجرد الحديث عن الموضة والجمال لمرجع ثقافي مهم، حيث أسست "سناء
البيسي" مجلة "نصف الدنيا" والتي اختصها نجيب محفوظ بنشر سلسلة من
مقالات كتاب "أحلام فترة النقاهة".
نشأة سناء البيسي
ولدت سناء البيسي عام 1937، ونشأت وسط عائلة مثقفة، فوالدها حسين
حسن البيسي الذي كان يعمل مديرًا للآثار العربية والإسلامية، كما يمتلك عدة مؤلفات
في الفقه والشريعة، وعاشت سنوات طفولتها مهتمة بالقراءة حول الأدب العربي والروسي،
حتى أنها استطاعت قراءة "ألف ليلة وليلة" وهي بعمر العاشرة.
التحقت سناء البيسي بكلية الحقوق لتسير على نهج والدها،
لكن أخبرتها صديقتها الكاتبة "صافيناز كاظم" بافتتاح قسم جديد للصحافة
بكلية الآداب، لتسحب أوراقها من كلية الحقوق إلى الآداب، وحصلت على ليسانس الآداب
قسم الصحافة عام 1958.
بداية حياة سناء البيسي العملية
بدأت سناء البيسي التدريب على يد عمالقة "أخبار اليوم"
الأخوين علي ومصطفى أمين، وكذلك أحمد بهاء الدين، وذلك قبل تخرجها من الجامعة، حتى
تولت مهمة تحرير صفحة كاملة بالجريدة تحت عنوان "قيل وقال".
ثم أصبحت مسئولة
عن رئاسة قسم المرأة، حيث أصدرت ملفا كاملا عنها في مجلة "آخر ساعة" بعنوان
"النصف الحلو".
امتلكت سناء
البيسي موهبة الرسم، وقدمت رسومات ولوحات في الفن التشكيلي، كما كان الفن هو الطريقة
التي تعرفت بها على زوجها منير كنعان، كبير رسامي دار أخبار اليوم.
مجلة نصف الدنيا
أسست سناء البيسي مجلة نصف الدنيا عام 1990، فلم تكن
المجلة مقتصرة فقط على المرأة، بل كانت مركزًا للثقافة، حيث كان القراء يستمتعون بكتابات
أحمد بهاء الدين، ويوسف إدريس.
مؤلفات سناء البيسي
ألفت سناء البيسي عددًا من الكتب والأعمال الأدبية، كان آخرها
"دندنة" الصادر عن دار نهضة مصر في يناير 2020، حيث وثقت الدندنة والموسيقى
العربية التي أثرت بها.
كما كتبت أيضًا "امرأة
لكل العصور" وذلك عام 1984، الذي حوله صلاح جاهين إلى مسلسل "هي وهو"،
كما ألفت المجموعة القصصية "في الهواء الطلق"، و"الكلام الساكت"
و"مصر يا ولاد"، و"أموت وأفهم"، و"عالم اليقين"،
"الكلام المباح"، و"سيرة الحبايب- 55 شخصية من قلب مصر".